غضب الجزائر من رفع قبائليين لعلم الجمهورية القبائلية خلال مباراة الجزائر ضد غينيا بملعب الدار البيضاء، لكن تحرض عملاءها على رفع خرقات البوليساريو أو متشردي الريف بأوروبا
عبدالقادر كتــرة
حركة تقرير مصير منطقة القبائل (الماك) هي حركة انفصالية أمازيغية تسعى للحكم الذاتي أو انفصال إقليم القبائل عن الجزائر، وهي جمهورية أقدم من الجزائر ومستقلة بلغتها وتراثها وثقافتها وتاريخها…لكن الاستعمار الفرنسي ضمها لمستعمرتها في شمال أفريقيا.
جمهورية القبائل تأسست عام 2001، ويقودها فرحات مهني من منفاه في فرنسا تطالب بالاستقلال عن المحتل الجزائري، فيما صنفتها الحكومة الجزائرية كـ”منظمة إرهابية” في مايو 2021 بسبب أنشطتها “العدائية والتحريضية” التي تهدف إلى “زعزعة استقرار البلاد” .
وتعتبر الجزائر “الماك” تهديدًا للوحدة الوطنية والسيادة، وقد أصدرت مذكرة توقيف دولية ضد زعيمها فرحات مهني. كما اتهمتها، ظلما وعدوانا وتلفيقا، بالتورط في حرائق الغابات المدمرة التي أودت بحياة عشرات الأشخاص في منطقة القبائل (رغم نفي الحركة لذلك) .
المباراة جرت في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء (المغرب) ضمن تصفيات كأس العالم 2026، وهذا الملعب هو أحد أقدم الملاعب المغربية ويتسع لـ67 ألف متفرج .
وخلال المباراة، رفع بعض المشجعين (يوصفون بأنهم “قبائليون” أو مناصرون للماك) علمًا يمثل “الجمهورية القبائلية” المطالبة بالاستقلال، إلى جانب العلم الجزائري والعلم المغربي، وهو ما اعتبره بعض من الجمهور الحاضر استفزازًا رمزيًا للجزائر، خاصةً في ملعب مغربي .
واعتاد النظام العسكري الجزائري المارق والخبيث والجبان أن يصاب بغضب جنوني وهيستيريا كلما رفعت خريطة المغرب واحدة موحدة ويصاب بنوبات وخبطات جنونية عند رؤيته للعلم الأمازيغي الذي يرفعه سكان الجمهورية القبائلية التي تطالب بالاستقلال وبالانفصال عن النظام جزائر المحتل، ويعتبر ذلك انتهاكا “للسيادة والوحدة الوطنية” على أرض أجنبية (خاصة في المغرب، الذي تتوتر علاقاته مع الجزائر).
كما ينظر هذا النظام الشيطان البغيض والقذر إلى ذلك كتحريض على الانفصال وتحدٍ للدولة الجزائرية، التي تعتبر قضية الوحدة الوطنية “خطًا أحمر” ، في الوقت الذي لا يعتبر وحدة الدول المجاورة “خطا احمرا” ولا يتعب من رفع خرقة جمهورية تندوف وتحريض انفصاليي عصابة مرتزقة البوليساريو، بل وخلق شرذمة مرتزقة متشردين في أوروبا سماهم مرتزقة “انفصاليي الريف”، لكن مغاربة الريف برءاء منهم، فاحتضنهم النظام العسكري المارق ودعمهم ومولهم وأسكنهم في زريبته ورفع خرقاتهم..
نظام القطيع الجزائري يرى أن استغلال المباريات الرياضية (التي يجب أن تكون محايدة) لنشر الرموز الانفصالية هو انتهاك لروح الرياضة ومحاولة لتسييسها ناسيا أو متناسيا أنه لا يترك مكانا ولا مناسبة رياضية أو بغيرها ليطبل ويغيط وينبح ويعوي وينهق وينعق باسم هؤلاء اللقطاء ويؤدي من قوت الشعب الجزائري الجائع والفقير والمغلوب على أمره، المقابل بملايين الدولارات لكل من يصيح ويصرخ بأعلى صوت..
خير دليل ما قام به البيدوفيل الغوريلا “زوليفوليل” حفيد نيليون منديلا المكروه والممقوت من مواطنيه والذي وظفه النظام الخبيث في كأس أفريقيا “الشان” للمحليين في يناير 2023 بالجزائر ، حين منحه الكلمة في الافتتاح وأطنب في الدفاع عن مرتزقة البوليساريو وسب وشتم المغرب، ضدا على ما يسمونه الروح الرياضية البعيدة عن السياسة ، لكن كان ذلك مقابل حقيبة ممملوءة بملايين الدولارات مرفوقة بفتيات أبكار لقضاء سهرات ليلية حمراء بفندق الشيراتون بالعاصمة الجزائرية.
منطقة القبائل شهدت صراعات عنيفة في الماضي (مثل “الربيع الأسود” 2001)، ولا تزال تعاني من توترات بين السكان والحكومة المركزية ورفع العلم يذكر بهذه الصراعات .
هذا الحادث قد يزيد من توتر العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الخلافات حول قضية الصحراء المغربية الذي حسمها المغرب باعتراف العالم ولا زال كابرانات العسكر يتمسكون بالوهم (حيث تدعم الجزائر البوليساريو بينما تدعم المغرب الحكم الذاتي تحت سيادتها) .
حركة “الماك” تحاول كسب اعتراف دولي بـ”جمهورية القبائل”، بما في ذلك التقدم بطلب استقلال لمجلس الأمن الأممي .
وهناك تقارير عن اتصالات غير مباشرة بين الجزائر و”الماك” لاختبار نموذج حكم ذاتي لمنطقة القبائل (ضمن السيادة الجزائرية) كحل للصراع، لكن هذا الحادث قد يعقد أي مفاوضات.
الغضب الجزائري من رفع علم “الجمهورية القبائلية” في ملعب محمد الخامس نابع من رمزية الحدث، حدث في ملعب مغربي (خصم إقليمي) وخلال مباراة لمنتخب وطني (يمثل الوحدة).
الجزائر تعتبر أي دعوة انفصالية، في سلوك سشيزوفريني، تهديدًا وجوديًا، خاصة من حركة مصنفة “إرهابية”، في الوقت الذي يمارسه هذا المبدأ وينكره على البلد الآخر.
النظام الجزائري ينظر، في تناقض صارخ وعبثي وغير منطقي، إلى الاستغلال السياسي للرياضة كاستفزاز ممنهج لزعزعة الاستقرار، لكن يمارسه وينكره على الآخر.
ولتذكير النظام الخبيث والحقير بما فعله، يوم الجمعة 7 يناير 2023، لما منعت السلطات الجزائرية عدم رفع العلم المغربي في مباراة شبيبة القبائل ضد الوداد الرياضي،
وظهر علم الاتحاد الافريقي لكرة القدم “الكاف” والعلم الجزائري في حين غاب العلم المغربي في ملعب 5 يوليوز الذي احتضن المقابلة.
لكن نجح فريق الوداد البيضاوي، في إرغام اللجنة المنظمة على إنزال العلم الجزائري، بعدما احتجت إدارة الوداد لدى “الكاف”، بسبب عدم وجود العلم المغربي في الملعب.
وفي خطوة غير مسبوقة تنم عن الحقد والحسد والغيرة، قبل النظام العسكري الجزائري، صاغرا، بإنزال رايته الوطنية حتى لا يرفع العلم الوطني المغربي. وهو فعل حقير وخسيس وقذر …
هذا الحادث يذكرنا بأن التوترات السياسية في المنطقة غالبًا ما تجد طريقها إلى الملاعب ببراعة الانظمة العسكرية الشمولية النازية والفاشية على غرار النظام العسكري الجزائري الاستبدادي الفاسد والفاسق والخبيث، مما يعقد الجهود الرامية إلى فصل الرياضة عن السياسة.

