المنظومة الأخلاقية لجماعة العدل والإحسان

المنظومة الأخلاقية لجماعة العدل والإحسان
نورالدين زاوش
واهم أو متوهم من يظن بأن ما وقع بمدينة وجدة قبل يومين، على إثر إلقاء القبض على قيادي في جماعة العدل والإحسان متلبسا بالخيانة الزوجية مع امرأة متزوجة وأم لطفلين، حالة فردية ومنعزلة لا ترقى لمساءلة المنظومة الأخلاقية للجماعة التي ما فتئت تُروج لخطاب العفة والطهرانية، وتدّعي لباس الورع والتقوى. فبعد فضيحة تازة وفاس ومكناس والرباط والدار البيضاء وغيرها، اتسع الرقع على الراتق، ولم يعد بالإمكان لأيٍّ كان، أن يجد لهذه الجماعة مسوغا لفضائحها التي لا تنتهي ولا تتوقف.
يوما بعد يوم، يسقط قياديو جماعة العدل والإحسان، الذين قال عنهم عبد السلام ياسين يوما بأنهم يرون النبي في اليقظة، في براثين الفاحشة والخطيئة والضلال، حتى بات مكشوفا للجميع بأن الأمر ليس حالات شاذة لا يقاس عليها؛ إنما قاعدة وجب تفكيك أسبابها وتحليل أبعادها، بغية أن ينكشف الغطاء، وينجلي المستور، ويسقط القناع الذي طالما تحصن خلفه أناس فاقدو بوصلة الأخلاق والقيم من أجل مخادعة المجتمع والتحايل عليه.
من الواضح أن “المجتمعات” الدينية المغلقة، من قبيل “مجتمع” العدل والإحسان، طافح بما لذ من العجائب وما طاب من الغرائب، إلى درجة أن الكثيرين لن يصدقوا إذا ما أفصحنا عما يدور في دهاليز هذا “المجتمع” الفظيع؛ بل وسيُقْسِمون بأغلظ الأيمان أن كل ما يُروج عنهم إنما هي إشاعات مغرضة ومدبرة، من لدن أياد خفية تروم النيل من سمعتهم التي تملأ الأفاق.
من ذا الذي سيصدق أن، في سنوات مضت، كان شباب الجماعة يجتمعون كل أسبوع في حِلَق الذِّكر وقراءة القرآن، يبكون ويُصعقون وهم ويشربون ماء قيل عنه مقدس، بدعوى أن شعرةً للنبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت بحوزة شيخهم ياسين، قد تم غمسها في ذلك الماء، فنالت من البركات الربانية والأنوار القدسية ما يشفي أسقام الأرواح وينهي معاناة النفوس؟
ومن سيصدق بأن معظم الكتب التي كان يوصي عبد السلام ياسين أتباعه بالاعتكاف على قراءتها مليئة بالشذوذ الجنسي، ككتاب “الإبريز” لعبد العزيز الدباغ، أو كتاب “العهود المحمدية” للشعراني أو غيرها، وأنها لا تتحدث إلا عن الحكايات الجنسية المثيرة للمريدين والشيوخ على حد سواء؛ بل وفي بعض الأحيان كان الشيخ يصف زوجة المريد من أخمص قدميها إلى أعلى شعرة في رأسها، والمريد في حالة انبهار تام من كرامات الكشف التي أنعم بها الله تعالى على شيخه قدس الله سره، وسرعان ما يزداد انبهار هذا المريد حينما يولد له صبي شبيه بالشيخ إلى حد التطابق.
إن ما يظهر في العلن من فساد أعضاء الجماعة بين الفينة والأخرى؛ إنما هو قطرة من بحر، وغيض من فيض، من الفساد العظيم الذي يعج بداخلها ولا ينبؤك مثل خبير.
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *