قرار مجلس الامن يعبد الطريق لانهاء النزاع المفتعل في الصحراء ويورط نظام العسكر بالجزائر
عبد العزيز داودي
كما كان منتظرا صوت مجلس الامن الدولي باغلبية ساحقة ( 11مع – 3- امتناع- انسحاب الجزائر ) على قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية الحل الاكثر جدوى ومصداقية لقضية نزاع مفتعل دام أزيد من 50 سنة وصنعته الجزائر لاضعاف النفوذ الإقليمي و العربي والأممي للمغرب .
وصرفت من اجل ذلك ملايير الدولارات لتجييش ميليشيات البوليساريو وللدعم الدبلوماسي المنقطع النظير، بل خاضت حروبا قذرة من اجل ذلك عبر استعمال عائدات البيترول والغاز لعزل المغرب إقليميا ومغاربيا، سخرت ابواقها الإعلامية للنيل من سمعة المغرب ومن تاريخه المجيد الذي يعود الى 12 قرنا، افتعلت نزاعات هامشية واستغلت كل الفرص . فمرة تغلق الحدود البرية و البحرية والجوية ومرة أخرى تضيق العيش على العدد القليل من المغاربة المتواجدين فوق التراب الجزائري ، واخرى تستغل فيها مباريات لكرة القدم للتهجم على لاعبين شباب لا ذنب لهم سوى انهم مغاربة .
نظام العسكر بالجزائر الذي يستمد مشروعيته من هذا النزاع يبدو انه وبقرار مجلس الامن الاخير نزع منه هذا السلاح وبقي وحيدا في معركة كان يعتقد جازما انه سيكسبها ، وكان يمني النفس ان تستعمل كل من الصين وروسيا حق الفيتو على اعتبار أنهما شركاء اقتصاديين للجزائر وانهما حلفائها الطبيعيين ، لتصاب الجزائر بنكسة أخرى. وفي ظرف 48 ساعة فقط حيث قبل ذلك صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية على قرار يلغي اتفاقية 1968بين فرنسا والجزائر ، الاتفاق الذي كان يمنح للجزائريين اميازات في الشغل والصحة والسكن والتعليم وغيرها ، وقبل ذلك توترت علاقاتها الدبلوماسية مع كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو ، لم يبقى بجوارها سوى قيسي سعيد الغارق في مشاكله الداخلية والذي تكلفت الجزائر
برواتب واجور موظفيه حتى لا ينهار، وحتى الرئيس بوضياف الذي حاول وضع حد لهذا النزاع اغتالته الايادي الاثمة لجنرالات العسكر بعد 6 اشهر فقط على توليه لمنصب رئيس الجمهورية .
هذا العسكر الذي كان يختار من بين المترشحين لرئاسة الجمهورية من هم اكثر عداء للمغرب غير ابه لا بحسن الجوار ولا بالتاريخ المشترك ولا بتعاليم ديننا الحنيف المركدة على حسن الجوار. ومع ذلك يبقى على النظام الجزائري استغلال هذه الفرصة لإعادة المياه الى مجاريها عبر اليد الممدودة لطي صفحة خسر فيها كل شيء .

