شاب جزائري “حراك” بصق على وجه العسكر الجزائري وتحكم في دواليبه وتلاعب بحكامه وسلبهم أكثر من 50 مليون أورو

اسمه يعقوب بالحساني وعمره 22 سنة فقط، تمكن هذا المهاجر الجزائري غير الشرعي “حراك” في اليونان من أن يصبح أحد أشهر المحتالين في العالم من خلال انتقاله من 2021 إلى 2023 إلى “جنرال” في المخابرات الجزائرية من أجل الاحتيال من الخارج على العديد من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية من وزراء ودبلوماسيين جزائريين من خلال وعدهم بالترقيات، وبعثهم إلى الخارج أو حل مشاكلهم والحصول على الإقامة، وذلك عن مقابل مبالغ مالية كبيرة منهم بالدينار والعملات الأجنبية.
سلمته السلطات الألمانية في 11 أكتوبر 2023، بعد اعتقاله في فرانكفورت، بموجب عدة مذكرات اعتقال دولية صدرت بحقه، وتم وضع هذا الشاب الجزائري “الحراك” الذي بصق في وجوه جنرالات وحكام النظام الجزائري، البالغ من العمر الآن 25 عامًا، رهن الاحتجاز في 15 أكتوبر 2023. بين 20 و23 نونببر، وفي 2024، مثل أمام المحكمة الجنائية المسؤولة عن الجرائم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالقرب من محكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية، لمحاكمته. قصة فيلم هوليودي خيالي جدير بإنجازه من طرف “نيتفليكس” ستدخل في سجلات التاريخ القضائي في الجزائر، ومحاكمة أوضح خلالها كيف خدع هذا الشاب الجزائري وتلاعب بأكثر من 64 ضابطا وقائدا وحاكم ومسؤولا ودبلوماسيا جزائريا خلال 3 سنوات بسهولة مثيرة للقلق.
حصيلة المبالغ المالية التي نجح هذا الشاب الجزائري في سلبها من هؤلاء فاقت 50 مليون وهذا يبين، بوضوح، هشاشة النظام بأكمله وضعفه وسهولة اختراق وهو الأمر الذي يجعل المهتمين بالشأن الجزائري يتأكدون أن هذه “القوة الإقليمية” غير قادرة على حماية البلاد والعباد والتي ترفع يوميا شعارها الوهمي وتبردع شعبها بأنها قادرة على منافسة إسرائيل، تعرضت للإذلال والخداع على يد شاب محتال لا يتجاوز عمره 20 عامًا.
يعقوب بلحساني هو شاب من مواليد الجزائر، ويبلغ من العمر 23 عاما وينحدر من ولاية تيبازة بالجزائر، هاجر سراً إلى جزيرة قبرص ومن ثم إلى اليونان، حيث شرع و هو ابن 19 عاما في عمليات النصب إذ قام بعملية النصب والاحتيال على العديد من الأشخاص بهدف ابتزازهم والحصول على المبالغ المالية من خلال انتحال صفة شخصيات عسكرية وأمنية وسياسية ودبلوماسية بارزة، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا و التي تم القبض عليه فيها من طرف السلطات الألمانية بالتنسيق مع المخابرات الجزائرية.
انتحل الشاب الجزائري يعقوب العديد من الصفات و المناصب من بينها صفة سفير، مستشار، رجل سياسي، رجل أعمال، مستشاري دولة بالإضافة إلى العديد من الشخصيات المختلفة.
و لعل أبرز صفة انتحلها يعقوب بلحساني هي صفة مستشار الجزائر بالأمم المتحدة المكلّف بالأمن والسياسة الخارجية.
و يتحدث يعقوب بلحساني العديد من اللغات منها العربية الإنجليزية بالإضافة إلى الألمانية، و هو ما ساعده على احتراف الاحتيال.
وقامت السلطات الألمانية، في 12 أكتوبر 2023، بترحيل الشاب الجزائري يعقوب بلحساني، من مطار فرانكفورت الى مطار الهواري بومدين بوهران، كابوس النظام العسكري الجزائري الذي أرق الأجهزة الاستخباراتية وعرّى فساد المؤسسة الحاكمة بالجزائر.
استغرقت محاكمة هذا الشاب “البطل” الجزائري الذكي الذي رقص جنرالات الجزائر بثكنة بن عكنون وحكام قصر المرادية وقناصلة وسفراء جزائريين في الخارج، أكثر من أسبوع ومن المنتظر أن تصدر المحكمة حكمها يوم الأربعاء 4 دجنبر المقبل.