يحدث بجمهورية تندوف الكبرى… موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة

يحدث بجمهورية تندوف الكبرى…  موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة

بدر سنوسي

تزامنا مع دخول احتجاجات طلبة الطب بجمهورية العالم الاخر، اسبوعها السابع على التوالي، مطالبين حكومة بلادهم بمطالب يصفونها بـ “المُستحقّة”، حتى تجددت، مظاهرات شعبية عارمة، في عدة ولايات، ومنها على الخصوص ولاية خميس مليانة (120 كلم جنوب العاصمة ) وولاية معسكر، للمطالبة بتغيير جدري، وبجزائر جديدة، وبقطيعة مع نظام العصابة، وبإطلاق مسار ديموقراطي، ووقف الاعتقالات ، وابعاد الجيش من التأثير على سلطة القرار السياسي، وموازاة مع خروج المظاهرات، تعالت الأصوات في مواقع التواصل الاجتماعي منددة بخرجات ال ” تبون ” الذي حطم الأرقام القياسية في الكذب على شعبه…

وحسب مراقبين، فان ما اجج من تفاقم الأوضاع في بلاد القوة الضاربة، والتي اعتبرها البعض بمثابة انطلاق الشرارة الأولى لحراك شعبي في نسخته الثانية، كان بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى أكاذيب وافتراءات عصابة قصر المرادية وعلى رأسها الرئيس كذبون، الذي بالغ في استحمار الشعب، بوعوده الكاذبة، والتي أصبحت حبرا على الورق ولم يتم تحقيقها… وهي وعود كان قد أطلقها في برنامجه الانتخابي منذ انتخابات 2019، ولم يتم تحقيقها طيلة مدة تنصيبه رئيسا على جمهورية تندوف الكبرى من طرف الجيش…

و حسب مقاطع فيديو، فقد بدت قوات الأمن والشرطة الجزائرية حذرة في التعامل مع الاحتجاجات التي انطلقت منذ يوم السبت 16 نونبر الأخير، وأخذت مسافة كافية لمراقبة المتظاهرين عن بعد دون أي احتكاك، بعد الجدل السياسي والشعبي الكبير وموجة الانتقادات الحادة التي تعرضت لها الشرطة خلال الحراك الشعبي الاول، بعد بث فيديوهات تظهر القمع والاستخدام المفرط للقوة من قبل أعوان الشرطة ضد المتظاهرين في العاصمة الجزائرية و بجاية و تيزي وزو ، ووهران ،و لبويرة ،وعدة مدن أخرى…

هذا وردد المحتجون شعارات قوية، من قبيل ” دولة أولاد لحرام…يسقط النظام” ، ” أنتم خطر على البلاد ” ، ” لا… لاستحمار الشعب ” ، ” ثورتنا قائمة…انتهى زمن الحكرة يا عصابة ” ،” لا حوار مع العصابة “، “دولة مدنية ماشي عسكرية”، و ” الجزائر الى اين ؟؟”، كما رفع متظاهرون شعارات تُطالب بالإفراج عن المعتقلين الذين لا زالوا قابعين في السجون منذ الحراك الأول بسبب آرائهم المناهضة للنظام الاستبدادي…

ويبدو جليا ان تجدد الحراك الشعبي في الجزائر، ما زال حيّاً كالنار تحت الرماد، ينتظر فرصة كي يلتهب من جديد، ويأتي على الأخضر واليابس، علما حسب المتتبعين، ان انضمام الطبقات الكادحة– كلاعبين جدد- في الولايات المهمشة (خميس مليانة ومعسكر كنموذج) الى جانب الطبقة الوسطى في كبريات المدن، سيقوي – لا محالة – من الجبهة الداخلية، وبالتالي جعل الحراك ثورة حقيقية، بإمكانه المساهمة في وضع حد من الإحباط الذي يسيطر على ملايين الجزائريين الذين لا زالوا يشعرون بانهم مستبعدون سياسيا واقتصاديا، فضلا عن تدمرهم من عصابة شاخت في مواقعها منذ سيطرتها على مقاليد الحكم في بلاد العالم الآخر ،منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *