غضب شعبي كبير في الجزائر العاصمة بسبب غلق الشارع لأجل استعراض عسكري…

مروان زنيبر
أثار قرار مصالح ولاية الجزائر العاصمة إغلاق الشوارع الرئيسية، وكذا الطريق السريع لشرق العاصمة “شارع جيش التحرير الوطني” المحاذي لجامع الجزائر، ابتداءً من يوم الأحد 26 أكتوبر الجاري، ولغاية الجمعة الأول من نونبر المقبل، غضباً واسعاً لدى سكان العاصمة الجزائرية، ويشهد هذا الطريق بشكل يومي ازدحاماً كبيراً، وهو أهم مسلك لولوج العاصمة من شرقها، بالإضافة إلى غلق كل المنافذ المؤدية لهذا الطريق التي ستكون مغلقة في الاتجاهين ، مما أثار انتقادات كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي جراء هذا القرار، وجاء هذا القرار بسبب تنظيم استعراض عسكري بمناسبة الذكرى السبعين للثورة التحريرية في الأول من نونبر.
وحسب مراقبين، فعصابة جمهورية تندوف الكبرى، تحاول من خلال استعراض فاتح نونبر، بعث تطمينات إلى الرّأي العام الدّاخلي والخارجي بتفوّقها في الاستراتيجية العسكرية، خاصة في ما يتعلّق بحماية الغطاء الجوّي بتوفّرها على طائرات “الميغ” و”سوخوي” وهي منظومات دفاعية – عبارة عن خوردة – أظهرت عدم فعاليتها في الحرب الروسية الاكرانية…
واعتبر كثير من الجزائريين أن قرار غلق الشارع فيه مبالغة كبيرة، مهما كان حجم الاستعراض العسكري الذي سيتم تنظيمه، وهو تصرف يؤكد على عدم مراعاة مصالح المواطنين وعلى أن عسكرة الدولة بلغت درجة غير معقولة… وطالب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي منح عطلة للموظفين، بما أن السلطات قررت غلق الطريق الهام لمدة ستة أيام كاملة…
هذا وأظهرت مقاطع فيديو لمرضي – مسنين ومسنات – في حالة يرتى لها، لم يتمكن اهاليهم من نقلهم الى المستشفى الجامعي، مما زاد من سخط غارم للمواطنين المقهورين، والذين تساءلوا عن فحوى الرسائل التي يريد النظام العسكري توجيهها من خلال هذا الاستعراض، الذي سيكلف خزينة الدولة أموال طائلة..
ومن بين الأمور كذلك، التي تؤكد الغليان غير المسبوق في الشارع الجزائري، عدم اللامبالاة للعصابة فيما يجري بالمناطق غير النافعة، بعد مقتل طفل صغير جرفته المياه في عين بيضة، والفيضانات الجارفة الأخيرة في ولاية ام لبواقي ولبليدة…
و في ظل ما اصبح يعانيه شعب –محكور – باتت سياسة التعسف واستعباد المواطنين السمة الغالبة، لنظام ديكتاتوري أصبح منبوذا ومعزولا عالميا، وأصبحت القطيعة ظاهرة امام العيان مع دول الاتحاد الأوربي وعلى رأسها فرنسا واسبانيا وهولاندا، وكذا روسيا ودول مجلس الخليج والدول الافريقية التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة بالأقاليم الصحراوية بالإضافة الى القطيعة مع دول أمريكا الجنوبية كانت آخرها دولة الارجوان، إضافة الى الانتكاسات المتتالية بمجلس الامن….وهو ما يجعل القوة الضاربة الإقليمية جراء هذا الوضع الخطير تعيش على صفيح ساخن معرض في أي لحظة للانفجار، ستصل شظاياه بالتأكيد إلى صناع قراره…