هذا ما جنته عصابة “جمهورية تندوف الكبرى ” بوسائلها القذرة على شعبها المنبوذ عالميا..
بدر سنوسي
مفارقة غريبة طرحت أكثر من علامة استفهام لدى المتتبعين، حول التحولات التي شهدتها فترة حكم ال ” تبون” المزور، ومعه النظام العسكري، وخاصة السياسة العدائية، المليئة بالشحن والتحامل، وزرع بذور الكراهية والعداء والضغينة التي وجدت طريقها إلى الشعبين، والتي بلغت ذروتها في السنوات الأخيرة ضد بلد جار اسمه المملكة المغربية.
فبالأمس القريب وبالضبط في 19 يوليوز من سنة 2019، ظفر منتخب جمهورية تندوف الكبرى بلقب كأس الأمم الأفريقية بعد فوزه على منتخب السنغال بهدف اللاعب الجزائري بغداد بونجاح، آنذاك كانت جميع مقاهي المدن المغربية وعلى الخصوص المناطق المغربية الشرقية المتاخمة للحدود وقتها، مكتضة عن آخرها برجال ونساء وأطفال وأسر مغربية عديدة، جاءت من كل حدب وصوب كي تناصر المنتخب الجزائري، وتشاطره أفراح الانتصار والفوز بالكأس، وكانت الأعلام الجزائرية تملأ المكان وتزينه إلى جانب الأعلام الوطنية. ناهيك عن التهنئة الملكية الحارة والصادقة بالمناسبة، والتعاطي المسؤول والنزيه للإعلام المغربي مع الحدث بكل روح رياضية عالية.
وكانت أكثر المناطق استقطابا لهذه الجموع الغفيرة، هي مناطق التماس الحدودية بين البلدين، وخاصة منها المنطقة الحدودية الواقعة عند مدخل مدينة السعيدية، (بين الجراف) يفصل بينهما فج حدودي، حيث يسهل التواصل بين مواطني البلدين على الجهتين…
افراح واحتفالات عارمة صاخبة، قاسم فيها وشارك المواطنون المغاربة، أشقاءهم الجزائريين أفراح الفوز، بشكل اهتزت له مشاعر الأخوة والجوار والقرابة والدم المشترك.
الا ان ما وقع ليلة الثلاثاء 30 يناير 2024 بعد هزيمة المنتخب المغربي امام – ربيبة جمهورية تندوف الكبرى- جنوب افريقيا، وما صاحبها من احتفالات استمرت إلى وقت متأخر من الليل، من الجزائريين تأكد بالملموس ان المملكة المغربية حشرها الله بجارة سوء – لا ملة لها- وصل بهم الحقد الى حرق القميص الوطني، لقطات افراح شعب – طوابير المواد الغذائية الأساسية، و الفقر والبطالة والصحة والهجرة الغير الشرعية -، شاهدها العالم في مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت الى أي حد اختار النظام الجزائري سلك طرق التضليل الإعلامي، لزرع الحقد في عقول شعب – مغبون – ، عبر اعلامه الرسمي، وغير الرسمي، عن طريق خلق أكاذيب واشاعات، وفبركة اخبار زائفة ضد المغرب، ومؤسساته ومسؤوليه، وبحملات مشينة، ومسعورة أحيانا، استعملت فيها أساليب قذرة، غاية في الحمق، لاستهداف المغرب، لا لشيء، سوى انه تيقن بالملموس انه لن يقدر مجاراة قوة إقليمية صاعدة، يحسب لها الف حساب.
والواضح أن التجييش الإعلامي للجزائر، يؤكد أن هذه الأخيرة ترى تقدمها، مقابلا لضعف وتأخر المغرب، والمغاربة، ساعية بكل الطرق إلى جر المغرب إلى دائرة التراشق وتأجيج الصراع عن طريق اختلاق أسباب واهية لا تنطلي حتى على المبتدئين في شؤون السياسة والديبلوماسية والإعلام، بالإضافة إلى تسخير ابواقها المأجورة، بذبابها الالكتروني وقنوات فضائية هدفها إشعال الفتنة وشحن الرأي العام الجزائري لتحويل المغرب من شقيق إلى عدو، ويكفي ان ما جنته عصابة السوء باللجوء الى وسائل قذرة، جعل شعبها المغلوب على امره، منبوذ على الصعيد العالمي….
ومهما يكن في أمر النظام العسكري ، الذي لا زال ينهج لعبته السياسية القذرة…
و يكفي ان المملكة المغربية الشريفة تميزت ، دوما، ولاسيما في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بالحكمة والتبصر، ومد اليد للجيران، قصد تجسير الفجوات، وإعادة بناء المغرب العربي الكبير، وقد دعا جلالته كل المغاربة، في خطاب رسمي، إلى التعاطي مع الجيران بما يفرضه علينا حسن الجوار، وما يعنيه ذلك من تشبث بتعاليم الدين الإسلامي السمح، بحيث ظل الإعلام المغربي ملتزما بالمواثيق الأخلاقية، وما يمليه عليه ضميره المهني، مستجيبا للتعليمات السامية لجلالة الملك، وسائرا على نهجه القويم، ورؤيته الحكيمة المتبصرة.