ما هكذا تورد الإبل يا رئيس جهة الشرق !؟
في خضم الفرحة الوطنية العارمة بفوز المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بكأس العالم، اختار رئيس جهة الشرق أن يركب الموجة على طريقته الخاصة.
نشر على حسابه الفايسبوكي صورة تجمعه برئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، في محاولة واضحة لربط نفسه بالحدث الوطني.
غير أن المتتبعين سرعان ما اكتشفوا أن الصورة ليست جديدة، بل تعود إلى أشهر مضت، حين حضر لقاءً وديًا بالملعب الشرفي بوجدة.
وهنا تكمن المفارقة: في الوقت الذي اختار فيه المغاربة، بمختلف أطيافهم ومسؤوليهم، الاحتفال بإنجاز المنتخب الوطني بصور المنتخب الشاب وصورة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لجأ رئيس الجهة إلى أرشيفه ليُخرج صورة قديمة، محاولا الظهور بها بأنه جزء من الحدث، أو أنه صاحب علاقة “قريبة” من صناع القرار الرياضي بالرباط، وهو ما لا يمكن ان ينطلي على أحد.
فالمواطن اليوم أصبح يقرأ ما وراء الصور، ويفهم أن الهدف لم يكن تشجيع المنتخب، بل تسويق الذات في ظرف وطني استثنائي، ومحاولة الظهور في لحظة مجد لا تخصه.
الجميع يتذكر محمد بوعرور وهو داخل مجلس جماعة وجدة، طيلة ست سنوات، وهو يطالب بموقع في القرار المحلي (النيابة ) واليوم، بعد أن وصل إلى الجهة، يحاول أن يصنع لنفسه صورة “الفاعل الكبير”، ولو بوسائل صغيرة لا تتجاوز منشورًا على “فيسبوك”.
الصورة قديمة، نعم، لكن النية جديدة:
نية الركوب على الحدث، واستغلال لحظة وطنية لإيهام الناس بأنه في قلب القرار، بينما الواقع يؤكد أنه بعيد عن الفعل، قريب فقط من الكاميرا.
إن المواطن بجهة الشرق لا ينتظر صورًا مؤرشفة، بل ينتظر مشاريع حقيقية تلامس معيشه اليومي.
فالسياسة ليست “منشورًا فيسبوكياً”، بل مسؤولية وأمانة أمام الله والوطن والملك.


