تقارير دولية تتوقع ” زعزعة استقرار الامن في بلاد العالم الاخر”

تقارير دولية تتوقع ” زعزعة استقرار الامن في بلاد العالم الاخر”

سليم الهواري

على هامش الخطاب الذي ألقاه مؤخرا ال ” تبون ” أمام كبار ضباط الجيش الجزائري في مقرّ وزارة الدفاع الوطني،  والذي حمل في طياته رسائل متعددة المستويات، أطلق خلاله سيلا من الاتهامات ضدّ المغرب والإمارات العربية المتحدة، مجدداً تمسّكه الأبدي بمليشيات إرهابية – انفصالية، ومؤكداً في ذات الوقت أنّ الحدود المغربية-الجزائرية ستظلّ ” مغلقة بالكامل”.

وفي سياق خرجته المثيرة للجدل، أصر ال ” تبون ” على أن “الجزائر نجت من كارثة حقيقية بفضل يقظة الجيش الوطني الشعبي وأجهزة الأمن التي أحبطت خلال سنة واحدة محاولات إدخال أكثر من 25 مليون قرص مهلوس”، متناسيا ان النظام العسكري هو “باطرون ” صناعة القرقوبي .

خطاب عمي تبون حمل في طياته – حسب المتتبعين –مغالطات وافتراءات خلال ثرثرته، عكست مستوى متدني بالحديث عن تعقيدات المرحلة، ورغبة واضحة في إعادة صياغة مفهوم الأمن الوطني ليشمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية وتكنولوجية، في وقت تتصاعد فيه التوترات والاحتجاجات بوتيرة غير مسبوقة.

في هذا الخطاب، المسجل والمنقح – كالعادة – تفادى كذبون التطرق الى أهم‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬التي‭ ‬ظل‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬يوجهها الى دول الجوار، في العشرات من المختبرات‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬لصيق‭ ‬الاستخبارات‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية، بسيدي بلعباس ووهران وتلمسان ومغنية، وبخصوص ملف قضية الصحراء المغربية كرر ” مسيلمة الكذاب “– بدون خجل – الأسطوانة المشروخة نفسها، مؤكدا أنها «قضية تصفية استعمار لا تزال مطروحة على طاولة الأمم المتحدة»، في وقت حُسمت فيه قضية الصحراء لصالح المغرب على المستوى الدولي، بعد أن تلقت الرباط دعماً متزايداً لمقترح الحكم الذاتي، آخرها الموقف الصريح للخارجية الروسية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وفي خضم الخرجات البهلوانية لرئيس مزور حطم الأرقام القياسية في الكذب على شعبه وامام المنتظم الدولي، تعالت أصوات ” النخب ” ونددت بالهجوم المتواصل على الحقوق والحريات بالبلاد وفرض المزيد من القيود على الحق في التنظيم والتجمع والتضييق على حرية الرأي والتعبير والاستمرار في اعتقال الصحفيين والنشطاء والمدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء الحركات الاجتماعية وإخضاع بعضهم لمتابعات قضائية ومحاكمات جائرة مما لا يبشر بالخير.

وفي ظل الغموض الدي يلف مستقبل الجزائر، يبدو أن الدبلوماسية المعتمدة في بلاد العالم الاخر، انتقلت إلى السرعة القصوى لمحاولة فهم ما يجري ويدور في بلاد عمي تبون، وما تشهده الساحة السياسية من تطورات متسارعة وغامضة، لم تربك الجزائريين فحسب، بل امتدت أيضا حتى إلى التمثيليات الدبلوماسية الأجنبية، والتي تبقى مطالبة بتزويد حكومات بلادها بالمعلومات الكفيلة في بلد اضحى يعيش ازمة سياسية واقتصادية لا مثيل لها…

هذا وتتوقع التقارير الديبلوماسية، ان تشهد الجزائر في القريب العاجل واحدة من أكثر المراحل حساسية في تاريخها المعاصر، مع تواتر مؤشرات مقلقة توحي بأن البلاد تقترب من مشهد انهيار تدريجي للنظام الحاكم المستبد، الذي يقوده الجيش منذ الاستقلال سنة 1962.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *