بلاد العالم الآخر… احتقان اجتماعي غير مسبوق بسبب ضعف السلطة

بلاد العالم الآخر… احتقان اجتماعي غير مسبوق بسبب ضعف السلطة

بدر سنوسي

يزداد تذمر الجزائريين، يوما بعد يوم، وخاصة من متوسطي ومحدودي الدخل، مع تزايد الصعوبات المعيشية، والخوف من المستقبل، تعززه في ذلك مؤشرات اقتصادية واجتماعية ضاغطة، خصوصا وان “الجزائر الجديدة” التي وعد بها الرئيس المزور تبون تبدو بعيدة المنال.

وتسهم البطالة والفقر ونقص المواد الغذائية الأساسية وارتفاع الأسعار في إشعال الغضب الاجتماعي في الجزائر، التي تعاني أصلا من أزمة اقتصادية سببها تدبدب سعر النفط، وتعمقت الأزمة الاقتصادية بعد انخفاض مداخيل النفط، خصوصا بعدما تأكد رسميا استغناء الدول الاوربية عن استيراد النفط الجزائري ومنها إيطاليا، وكذا شح المواد وارتفاع الأسعار بسبب المضاربة.

وشكك خبراء الاقتصاد في كفاءة الحكام الحاليين لقيادة البلاد، بعدما تبين ان خطورة الوضع تُقاس بعدم قدرتهم على وقف التضخم، وضمان استقرار العملة الوطنية والحفاظ على العمالة والقدرة الشرائية للمواطنين”. وفي ظل الأوضاع القاتمة التي تمر منها البلاد، اضطر كثير من الجزائريين إلى تقليص نفقاتهم وشد الأحزمة، كما لم يفعلوا من قبل.

وتفيد آخر التقارير الدولية ومنها مركز كارنيغي للشرق الأوسط، ان “الوضع الاقتصادي للجزائر يزداد سوء مع مرور السنوات، مما ادى إلى إفقار شرائح كاملة من السكان وارتفاع معدلات البطالة.. وباختصار” فجميع المؤشرات الاقتصادية حمراء”.

وما لفت انتباه المتتبعين، هو انه منذ تعيين الرئيس المزور ال ” تبون ” انتعشت الطوابير بشكل ملفت وأصبح الواقع يراوح مكانه، لتعود الشكوك مجددا تحمل في طياتها أخباراً غير مفرحة عنوانها “تهاوي الدينار أمام الدولار وتسجيل قفزات في الأسعار”.

من جهة أخرى بدأت المخاوف تكثر وسط المجتمع الجزائري من زوال الطبقة الوسطى التي كانت مفخرة الجزائر في العهد الاشتراكي، مع تحول المجتمع إلى طبقتين “برجوازية” غنية تزداد ثراءً وتبحث عن جمع المال، وأخرى فقيرة تزداد فقراً همها كسب قوت يومها”.

ومن العلامات المقلقة ايضا لنظام ديكتاتوري مشلول، – التي ستعجل باستئصال الورم الخبيث للثنائي شنقريحة والرئيس المزور تبون – الطريقة المستبدة للنظام العسكري، اتجاه الحركات الاحتجاجية، بعدما استبق هذا النظام المارق دعوات تظاهر حركة “جيل زد 213″ باستعمال لغة التخويف والتهديد لقمع كل من سولت نفسه الخروج الى الشارع، وصلت الى حد تحذير الشباب المحتجين بالرمي في السجون بدون محاكمة، وتلفيق التهم الجاهزة إليهم…. واعتقال عددا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم نساء وطلبة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *