في احاطة مجلس الامن …انخراط دي ميستورا في الرؤية الامريكية يزعزع كيان عصابة السوء…!!

في احاطة مجلس الامن …انخراط دي ميستورا في الرؤية الامريكية يزعزع كيان عصابة السوء…!!

سليم الهواري

شهد مجلس الأمن الدولي بنيويورك، كما هو معلوم، ليلة الاثنين 14 أبريل 2025، جلسة مشاورات مغلقة برئاسة فرنسا، خُصصت لبحث تطورات قضية الصحراء المغربية، من خلال ما قدمه المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، ستافان ديميستورا، من إحاطة حول تطورات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ومساعي الأمم المتحدة نحو حل سياسي ودائم لهذا النزاع، كما قدم رئيس بعثة المينورسو بدوره إحاطة حول عمل البعثة تشمل أنشطتها خلال الشهور الستة الماضية، منذ جلسة مجلس الأمن نهاية أكتوبر الماضي.

ودعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، إلى ضرورة استغلال الزخم الحالي للدفع نحو حل دائم للنزاع الإقليمي في الصحراء المغربية، مؤكدا بأن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة من أجل تحقيق خفض في التصعيد الإقليمي، بهدف تسوية نهائية للنزاع المستمر منذ عقود.

وشدد دي ميستورا في سياق عرضه المفصل حول الوضع الميداني منذ اعتماد القرار 2756 في أكتوبر 2024، على ان تحقيق أي تقدم فعلي يتطلب إرادة سياسية جادة من جميع الاطراف دون لف او دوران – في إشارة واضحة لتملص بلاد العالم الآخر من مسؤوليتها بالانخراط في هذا الملف –

وبدوره قدم رئيس بعثة المينورسو ألكسندر إيفانكو، في احاطته امام أعضاء مجلس الأمن الدولي، عرضا مفصلا، وأثار تساؤلات حول ما سماه “نظرية الحرب” التي تروج لها جبهة البوليساريو، مؤكدا أنها غير قادرة على إحداث تغيير عسكري في الوضع الراهن، وقال المسؤول الأممي بان جبهة البوليساريو لا يبدو أنها قادرة على إلحاق ضرر كبير بالقوات المسلحة الملكية، ولا على تغيير الوضع الراهن بالوسائل العسكرية، ومع ذلك، فهي لا تزال – يقول – ترفض دعواتي لوقف الأعمال العدائية.

وأوضح إفانكو، بأن القوات المسلحة الملكية، التي تتمتع بقدرات عالية، أبدت قدرا كبيرا من ضبط النفس، مشيرا أنها وافقت على اقتراح هدنة خلال شهر رمضان، في حين رفضته جبهة البوليساريو، مذكرا أن القوات المسلحة المغربية تؤكد التزامها بوقف إطلاق النار والاتفاقيات ذات الصلة، مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس.

وحسب مراقبين، فان احاطة المبعوث الاممي دي ميستورا، لم تكن –بالمرة – احاطة مستنسخة كما كان في السابق، بل شكلت محطة حساسة في مسار مهمته الدبلوماسية في هذا الملف، اعتبارا لما حمله التقرير من مستجدات الوضع وخلاصات المباحثات الاخيرة التي تمت بهذا الخصوص مع الأطراف المعنية بهذا الملف الإقليمي، الذي يراوح مكانه منذ أكثر من 50 عام…

هذا وظهر جليا ان المبعوث الاممي كان في الموعد، عندما نفذ توجيهات وزير الخارجية ماركو روبيو، على ضرورة بدء التحضير في أقرب وقت ممكن لمفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية، على أساس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد ونهائي- بطلب من الرئيس الامريكي – وكذا من خلال اللقاء الذي جمع دي ميستورا، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، ليزا كينا، التي ابلغته رسميا، بأن الرئيس ترامب يدعم بشكل رسمي المقترح المغربي لحل النزاع.

يذكر ان التسريبات التي كشف عنها معهد الآفاق الجيوسياسية(IGH) قبل انعقاد مجلس الامن في دورة ابريل، كان صائبا، بحيث كانت المعطيات لافتة، بخصوص مستقبل المبعوث الاممي، بعدما كان قاب قوسين من تقديم استقالته. وأرجع المعهد هذا القرار إلى “تحول مفاجئ” في موقف دي ميستورا عقب لقاء حاسم جمعه بدبلوماسية أمريكية بارزة، وصف بأنه نقطة تحول محورية في مسار الملف، وكشف “معهد الآفاق الجيوسياسية” عن استعداد الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد مهمة المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا حتى نهاية عام 2026…

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *