تنامي استهلاك المخدرات في جمهورية تندوف الكبرى يخلق الحدث دوليا!!

مروان زنيبر
في تطور مثير، وفي عز شهر الثوبة والغفران، تشهد بلاد العالم الآخر، هذه الأيام حملة وطنية واسعة للتحذير من خطر تناول المخدرات والمهلوسات على المجتمع، شملت المؤسسات التربوية والمساجد ودور الثقافة، وتنظيم أيام مفتوحة عبر الإذاعة الوطنية، وتأتي هذه الحملة مباشرة بعد اعلان السلطات الجزائرية، أول أمس الثلاثاء 25 مارس، إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من الأقراص المهلوسة قُدرت بـ 262200 قرص بولاية الوادي، جنوب شرقي البلاد، على الحدود التونسية.
وأوضح بيان صادر عن مصالح الجمارك الجزائرية، أن العملية تمت خلال دورية ميدانية مع نصب حاجز أمني، حيث تم ضبط الكمية المذكورة “من نوع بريغابالين 300 ملغ، مخبأة بإحكام في الصندوق الخلفي لمركبة، تم حجزها إثر العملية”.، وأشار البيان إلى أن هذه العملية ” تأتي في إطار الجهود المستمرة لمصالح الجمارك الجزائرية في مكافحة التهريب وحماية الاقتصاد الوطني، بالتنسيق المحكم مع أفراد الجيش الوطني الشعبي.
هذا ولازالت ظاهرة تعاطي المخدرات، تعتبر من أهم الاخطار التي تواجهها بلاد العصابة، حيت يزداد انتشارها خصوصا في صفوف الشباب والمراهقين في المدارس، في ظل انعدام استراتيجية حكومية لمحاربة الإدمان والحد من انتشاره، بل الأدهى أنها ردت على انشغالات وقلق فعاليات المجتمع المدني والهيئات الناشطة في مجال مكافحة المخدرات.
وتعد المخدرات بكل أنواعها معضلة تهدد مستقبل أجيال وتضع مستقبل بلد عصابة الشر على المحك، مما صعد موجة الانتقاد لسياسات حكومة نظام عسكري فاسد، ولفشله في اتخاذ تدابير لمكافحة الآفة في ظل شح مراكز العلاج وإعادة التأهيل للمدمنين … وقد ضاعف انتشار تعاطي المخدرات من قلق الأولياء والجمعيات التربوية على حياة أبنائها خاصة مع لجوء هؤلاء مؤخرا إلى تعاطي انواع جديدة من هذا السم القاتل، من قبيل ” الصاروخ” و ” التاكسي” و ” الزرقاء ” و ” الحمراء ”
وفي خضم ما يجري ويدور في بلاد القوة الضاربة، سارع الرئيس المزور ال ” تبون”، خلال ترأسه اجتماع لمجلس الوزراء، إلى اعتماد مقاربة شاملة لمحاربة ظاهرة المخدرات، تبدأ بآليات ميدانية لمحاصرة الظاهرة بالتوعية والمتابعة والعلاج، وتنتهي بالردع وتسليط أقصى العقوبات على تجار ومستهلكي المخدرات، خاصة الصلبة منها لحماية الشباب من هذه الآفة الغريبة.
يدكر انه في دراسة ميدانية أًجريت في أحياء ولاية تبسة الواقعة في الشمال الشرقي للجزائر على الحدود التونسية، أن 67% ممن شملتهم من فئة المسبوقين قضائياً في جرائم المخدرات، سبق لهم ارتكاب جرائم، ويؤكدون أن “أغلب جرائم العنف مثل القتل والضرب والسرقة والاعتداء، ورصدت الدراسة التي حملت عنوان “استهلاك المخدرات وعلاقتها بتطور الجريمة في المجتمع الجزائري” أن أكثر الجرائم التي تقع بسبب استهلاك المخدرات… وبحسب دراسة كذلك، اجراها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، فان هناك أكثر من 3 ملايين جزائري، منهم 3 في المائة نساء، يستهلكون ويتعاطون المخدرات…
وفي موضوع دي صلة، أشرفت السلطات الأمنية المغربية بمدينة وجدة، امس الأربعاء 26 مارس الجاري، على عملية تسليم مواطن جزائري كان مطلوبا لسلطات بلاده في قضية جنائية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، وجرت عملية التسليم عبر المنفذ الحدودي “جوج بغال”، -على الحدود المتاخمة للجزائر-، في إطار مسطرة تسليم المجرمين التي تنظمها الاتفاقيات الدولية المرتبطة بمكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
وكانت السلطات الأمنية المغربية قد اعتقلت الجزائري المعني بالأمر في قضية تتعلق بحيازة وتهريب المخدرات، حيث قضى سنتين حبسا نافذا في المغرب، قبل أن يصدر قرار قضائي يقضي بتسليمه للسلطات الجزائرية بناءً على طلب التسليم الصادر عنها.
ووفق مصادر مطلعة فإن المواطن الجزائري الذي جرى تسليمه يدعى محمد، ويبلغ 31 سنة، وقد كان يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض في قضية تتعلق بالاتجار غير المشروع في المخدرات.
ويأتي تسليم هذا المواطن الجزائري الى بلده، في إطار وفاء المغرب بالتزاماته الإقليمية والدولية في مجال مكافحة شبكات المخدرات والمؤثرات العقلية، كما برهن عن التزام دقيق بآليات التعاون الدولي في مجال تسليم المطلوبين دوليا في قضايا الإجرام المنظم…