في خطوة ليست بالغريبة على الجزائريين، أحدهم يقتحم كنيسة بفرنسا  ويجلس على منصة ويشرع في تلاوة القرآن

عبدالقادر كتـــرة

أثار مُؤثر “تيك توك” جزائري يلقب ب”فوبوسFobus”، الذي يتابعه أكثر من 617 ألف مشترك، جدلًا واسعًا بعد نشره مقطع فيديو يُظهره وهو يتلو آيات من القرآن داخل “كنيسة سان-بيير-لو-جون الكاثوليكية” في “ستراسبورغ” بفرنسا.

الفيديو، الذي نُشِر على منصة “التيكتوك”، أثار ردود فعل متباينة عبر الإنترنت وفي الموقع، بين مؤيدين يرون في الفعل “رسالة سلام” ومعارضين يعتبرونه “استفزازًا غير مقبول”.

ووفقًا لموقع “فرونتيير Frontières”، يظهر في الفيديو الرجل مرتديًا “قميصًا تقليديًّا (قَمِيص)”، يتلو آيات قرآنية بصوت عالٍ أمام مَذْبَح الكنيسة. حاولت إحدى المصلّيات المسيحيات إيقافه مطالبةً إياه بمغادرة المكان، إلا أنه رفض مُعتبرًا أن فعلته ليست “استفزازية أو مُهينة”، بل كانت بمناسبة “اليوم العالمي للمرأة”، بهدف إبراز الآيات التي تذكر “السيدة مريم” في القرآن.

لكن تبريره لم يُقنع المصلّية المسيحية، التي ردّت: “أنتم لا تحترمون أماكننا المقدسة، تتجرأون على تلاوة القرآن في كنيستنا!”.

الجامع الكبير في “ستراسبورغ”: أصدر بيانًا الإثنين “يدين “بشدة هذا الفعل المُهين”، مؤكدًا أن العلاقات بين الأديان في المدينة “تقوم على الاحترام والصدق”.

وانضم إلى الإدانة، الثلاثاء 11 مارس 2025، رئيس الجامع الكبير والذي هو جزائري، واصفًا الحادث بأنه “غير لائق ويستفز مشاعر المجتمعين المسيحي والمسلم”.

وأكّد الشيخ “شمس الدين حافظ” ، رئيس الجامع بباريس، أن “الإسلام ينهانا عن إيذاء مشاعر الآخرين”.

وعبرت الكنيسة الكاثوليكية على لسان النائب العام لأبرشية “الألزاس”، “جان-لوك ليينارد”، عن شكره لموقف الجامع الكبير في “ستراسبورغ”، داعيًا إلى “تعزيز الحوار وحماية السلام”.

من جهته نشر المؤثر فيديو جديدًا الثلاثاء ، أوضح فيه أن هدفه كان “إرسال رسالة حب وتسامح بين الإسلام والمسيحية”، وتكريمًا لـ مريم العذراء”، التي تُعدُّ الشخصية النسائية الوحيدة المذكورة باسمها في القرآن.

للتذكير، الفيديو الأصلي نُشِر في 9 مارس، ويظهر فيه فوبوس وهو يتلو “سورة مريم”، التي تروي قصة السيدة العذراء، وتسببت الحادثة في إعادة فتح النقاش حول “احترام أماكن العبادة” وحدود “التعايش الديني” في فرنسا.