نقل القيادة العسكرية الأميركية “أفريكوم” إلى المغرب: إعادة تموضع استراتيجي لإعادة توازن القوى في شمال أفريقيا

نقل القيادة العسكرية الأميركية “أفريكوم” إلى المغرب: إعادة تموضع استراتيجي لإعادة توازن القوى في شمال أفريقيا
عبدالقادر كتــرة

كشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية المتمثل في تخطيط القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)  لنقل مقرها الرئيسي من “شتوتغارت” الألمانية إلى مدينة القنيطرة في المغرب.
وحسب نفس المصدر،  تمثل هذه الخطوة، التي لم يتم الإعلان عنها رسميًا بعد،  تحولًا استراتيجيًا في التواجد العسكري الأمريكي بالقارة الأفريقية، وتعكس الأهمية المتزايدة للمغرب كشريك رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وهذا القرار يأتي بعد سنوات من المناقشات، إذ أصبح نقل القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إلى المغرب أمرا محسوما، ومن المرجح أن يتم الإعلان الرسمي عن ذلك في الأيام المقبلة، إن لم يكن الأسابيع المقبلة.
وبحسب صحيفة “لا راثون” الإسبانية، وقعت إدارة الرئيس الامريكي المعاد انتخابه “دونالد ترامب” على نقل مقر القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، وهو مشروع قيد المناقشة منذ عام 2020.
ويؤكد هذا الاختيار الاستراتيجي مكانة المغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة في أفريقيا حيث
تعتبر “واشنطن” المغرب شريكها الأكثر موثوقية في شمال أفريقيا، وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار والنفوذ الروسي عبر الجزائر، كما تتميز المملكة الشريفة باستقرارها وتعاونها العسكري مع الولايات المتحدة.
وموقع المغرب بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ​​ومنطقة الساحل يجعلها قاعدة مثالية للعمليات الأمريكية، إضافة إلى تطور بنيتها التحتية العسكرية، مثل قاعدة ابن جرير الجوية وميناء طنجة المتوسط، والتي عززت جاذبيتها الاستراتيجية.
ويرى أحد الخبراء المغاربة، ناشط على موقع “لنكندلين LinkedIn”(مؤسس ومدير CastorPay، وهي شركة متخصصة في الدفع عبر الهاتف المحمول وشغل مناصب عليا في العديد من الشركات التيكنولوجية)، أن “إعادة التموضع العسكري الأميركي يشكل ضربة موجعة للجزائر، حيث من المتوقع أن تشهد انهيار نفوذها الإقليمي.
وستحاول الجزائر إدانة هذا التحول باعتباره “عسكرة للمغرب العربي”، لكن الواقع هو أنها تدفع ثمن عقود من التيه الدبلوماسي والتبعية لموسكو” وتتزايد العزلة الاستراتيجية للنظام الجزائري.
ويضيف الخبير أن  مدريد، التي كانت تراقب بقلق الصعود العسكري والدبلوماسي المغربي، تجد نفسها محاصرة،  ويتعين عليها أن تحافظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية داخل حلف شمال الأطلسي.
من حهة أخرى، ترى أوروبا أن نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​يتآكل في مواجهة المغرب الذي أصبح لاعباً رئيسياً في الدفاع الغربي في أفريقيا.
ويخلص الخبير المغربي  إلى أن نقل القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) يتجاوز إلى حد كبير مجرد إعادة التموضع الاستراتيجي: فهو يعيد تشكيل توازن القوى في شمال أفريقيا.
إن المغرب يعمل على تعزيز دوره كركيزة عسكرية ودبلوماسية في المنطقة، في حين أن الجزائر، التي أصبحت في الخلفية، ترى وهم قوتها الإقليمية المفترضة ينهار، ولا يدعمه سوى دعايتها الخاصة.
ويدخل المغرب الآن حقبة جديدة حيث يؤكد نفوذه في مواجهة الخصوم الذين أصبحوا الآن عاجزين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *