صرخة المستضعفين في بلاد القوة الضاربة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي…

صرخة المستضعفين في بلاد القوة الضاربة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي…

 

بدر سنوسي

لا حديث في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي في بلاد العالم الآخر سوى عن “هاشتاغ ” الذي أطلقته فعاليات ناشطة جزائرية، منذ يوم الاحد الاخير، بحملة ” مانيش راضي” مباشرة بعد تمادي النظام العسكري، في الاعتقالات التعسفية للنشطاء، كان آخرها اعتقال مؤثرتين مشهورتين الامر يتعلق بالمؤثرة فلة الملكة (1.8 م متابع على منصة التيك توك، والمؤثرة شهيناز 265 ألف متابع على التيك توك) …

هذا وتفاعل مع حملة ” هاشتاغ ” فئة واسعة من الشعب الجزائري، داخل البلاد وخارجها، بل ووجدت هذه الدعوة تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ الحديث عن الخروج للشارع ، وأظهرت مقاطع فيديو تم توثيقها خروج شباب في شوارع العاصمة ووهران وبجاية، رافعين شعارات من قبيل ” مانيش راضي… لجينرو ألا بوبيل …والجزائر بغات الاستقلال ” و ” التبون يعيش فالرعب ” كما رفع متظاهرون شعارات تُطالب بالإفراج عن المعتقلين الذين لا زالوا قابعين في السجون منذ الحراك الأول بسبب آرائهم المناهضة للنظام الاستبدادي…

ويرى متتبعون ان الدعوة للتظاهر والخروج مرة أخرى للشارع للمطالبة بالتغيير، جاءت بعد أن اعتمد النظام العسكري الحاكم في الجزائر العديد من القرارات الاقتصادية – المجحفة – التي أثرت على المواطنين في معيشهم اليومي، وتجارتهم، وكذا نتيجة للازمة العميقة التي تعاني منها البلاد والتي تُنذر باندلاع حراك شعبي في نسخته الثانية ، من شأنه انهاء الحكم العسكري، الذي تسبب في تردي الأوضاع الاجتماعية للشعب وقيد الحريات المدنية بسبب التضييق الذي تمارسه القبضة الأمنية للجيش على كل القرارات الاقتصادية والسياسية في البلاد.

ويبدو جليا ان الأوضاع الأمنية المتدهورة في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط من جهة، وإقصاء الكفاءات وتهميش النخب مع ضعف القدرة الشرائية وندرة المواد الغذائية وتبذير أموال الشعب الجزائري، من جهة أخرى، كلها عوامل ستؤدي –لا محالة – لانتفاضة شعبية مدمرة في بلاد العالم الآخر، ستأتي على الأخضر واليابس، نتيجة للإحباط الذي سيطر على ملايين الجزائريين، منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.

وكانت الجزائر قد شهدت احتجاجات في مختلف المدن والولايات سنة 2019، عُرفت بالحراك الشعبي للمطالبة في بادئ الأمر بعدم ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، قبل أن تتحول المظاهرات إلى المطالبة بإسقاط النظام العسكري ودفع البلاد إلى حكم مدني، حيث اعتقل على إثر ذلك المئات من الناشطين، بعضهم حكم عليه بالسجن المؤبد في حين غادر البلاد العشرات من ناشطي الحراك خوفا من الاعتقالات…

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *