زعيم حزب جزائري ” الشك في انقاذ البلاد مسموح به”…!!

مروان زنيبر

مع تزايد الضغط على الجبهة السياسية والاجتماعية، وارتباك الخيارات الاقتصادية في بلاد العالم الآخر، وفي توقيت حساس داخليا وخارجيا، دق رئيس حزب ” جيل جديد ” جيلالي سفيان ناقوس الخطر، عندما وجه حزبه بيانا شديد اللهجة ، للرئيس المزور ال” تبون” ، واصفا جزائر ال ” تبون ” بأنها أمام انهيار النموذج الديمقراطي الذي تم تطبيقه منذ 1989، داعياً إلى ضرورة “تصميم نموذج آخر لأن غياب الفكر السياسي سيقود البلاد نحو أخطر أنواع العدمية”، وأكد البيان أن “المسار الديمقراطي، ودمقرطة الحياة السياسية، أوشكت على الاختتام، بفعل إصرار السلطة على التلاعب بالحياة السياسية، وانحرافات خلال العقود الثلاثة الماضية، ما أدى إلى منع بناء جديد لطبقة سياسية متينة ووطنية قادرة على حكم البلاد”، واكد ان حزبه ، يتمسك بموقفه المبدئي، ويصطف بجانب الشعب، متسائلا الى متى إضفاء الشرعية لنظام مدان بصفة نهائية امام التاريخ؟؟

وفي السياق نفسه، أكد بيان حزب” جيل جديد” أن الخيارات وحصيلة الحكومات السابقة مخيبة، وأن “الأولوية في هذه التغييرات يجب أن ترتكز على إصلاح بيئة الحكم، وتعزيز الحريات، وتثبيت رؤية شاملة ومستدامة في ظل تغيرات متسارعة وجارفة، على اعتبار أن الحصائل المتعاقبة للحكومات السابقة كانت قد اتسمت بالتردد والارتباك، وغياب التقييم الدقيق لمختلف السياسات والخيارات الهيكلية…

وحذر الحزب الذي يقوده جيلالي سفيان من “الرغبة التي أظهرتها السلطات في السنوات الأخيرة لإنهاء ما تبقى من النشاط السياسي الحر والمستقل، دون جدوى ” وأشار إلى أن “وسائل الإعلام صارت اليوم، موضوعياً وأخلاقياً، في وضع حرج، بحيث لم تعد قادرة على القيام بدورها، لقد فقدت مصداقيتها، – يقول – متنازلة بفضائها الإعلامي للعدمية وللمؤثرين المرتزقة، بفعل لعبة الإعانات المالية، والضغوط متعددة الأشكال”.

وانتقد الحزب ما وصفه بـ “تهميش الأحزاب السياسية، وإقصاء جميع الأحزاب السياسية من خلال تشكيل حكومة تكنوقراطية، والتسيير المركزي المفرط لكل مؤسسات البلاد”. وعرض “جيل جديد” على كافة القوى الحية في البلاد مقترحاً “لبدء نقاش جدي للتوصل إلى رؤية للمستقبل يمكن الدفاع عنها بشكل جماعي لدى المؤسسات الوطنية بهدف التجديد الديمقراطي”.

واسترسل جيلالي سفيان قائلا: “السلطات الهائلة التي تمتلكها الإدارة في الاقتصاد لن تؤدي إلا إلى توتر في السوق، ونقص في السلع، ومضاربة، وفساد، واستغلال، وهروب لرؤوس الأموال، وتشتت عام”. وبحسب رئيس حزب جيل جديد، “لا يمكن أن تنشط الاقتصاد فحسب بحملات التفتيش ضد التجار، أو العقوبات الجنائية ضد المضاربين، أو اشتراط الموافقات والاستثناءات لأي عمل تجاري أو استثمار”.

وفي تقييمه لحال الاقتصاد وتأثيره على المجتمع، قال المتحدث إن “الأموال اليوم مجمدة، ويتم نقلها بشكل كبير إلى الخارج، بنوكنا لا تزال قديمة، والعملة الصعبة تُشترى في الشوارع تحت شرفات محكمة الجزائر (يقصد السوق الموازي للعملة في الجزائر العاصمة). وأضاف: “الأجيال الجديدة تهرب من البلاد ولم يتم تشكيل أي نخبة جادة…الرداءة تسود…. متسائلا، ما نوع الجزائر التي سنبنيها بهذا الشكل؟”. ولاحظ سفيان: “عندما يكون لديك نظام سياسي ينام على تناقضات داخلية، تأتي قوى خارجية للاستفادة منها، فضلا عن أن الدولة تتعطل عن أداء المهام اليومية لها”

علاوة على ذلك استطرد زعيم حزب جيل جديد قائلا: إن قانون المالية 2025، بعجزه الضخم وغير المفهوم، يعرض النظام المالي بأكمله لفقدان استقرار كبير في التضخم من شأنه إحداث اختلالات خطيرة بتداعيات خطيرة في حالة انخفاض أسعار المحروقات في السوق الدولية، العجز الهائل الذي تتوقعه هذه الحالة يعرض اقتصاد البلاد للخطر.

وحسب متتبعين للشأن السياسي في بلاد القوة الثالثة عالميا، – فخرجة – جيلالي سفيان جاءت في سياق، الهزائم الديبلوماسية المريرة لنظام أصبح منبوذا عالميا، وكذا الأوضاع الصعبة والمجال السياسي والأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر منها البلاد، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة قد تمتد عواقبها آجلا ام عاجلا…

يذكر ان جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد في الجزائر كان قد دعا الرئيس المزور تبون، بعدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، منتقدا بشدة حصيلته في تنشيط الاقتصاد، وفي انتقاد مباشر لسياسة الرئيس تبون، قال جيلالي سفيان مستعيذا نبرته المعارضة، “على قدر ما كانت سياسة الرئيس، قد تناسبت في المرحلة الأولى مع احتياجات البلاد، فإن الظروف قد تغيرت الآن، ولا تسمح بنفس النهج. وتابع قائلا هل ل ” التبون ” الرغبة والطاقة والكفاءات والهندسة السياسية لذلك؟ الشك مسموح به…!!

ويعتبر الدكتور جيلالي سفيان من اشد المعارضين للرئيس المزور ” التبون ” وهو حاصل على الدكتوراه في الطب بالحراش، التحق سفيان جيلالي بجامعة باريس، ليتحصل على شهادة الدراسات المعمقة في علم السيتولوجيا بعدها تحصل على شهادة دكتوراه في علم المناعة نتيجة أبحاثه في معهد باستور، ولديه العديد من المنشورات الدولية في أبرز المجلات العلمية المختصة…..