البرلمان الأوربي يعلنها في جلسة تنديدية ” لا لقمع حرية التعبير في الجزائر”
مروان زنيبر
أعاد فتح النقاش حُيال حرية التعبير بالجزائر التي تتعرض لانتهاكات كبيرة في ظل حكم ال ” تبون” المزور، من خلال جلسة عقدها البرلمان الأوروبي، أمس الأربعاء، لمناقشة وضع الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر، في جلسة تمت فيها الدعوة إلى إطلاق سراحه فورا ودون قيد أو شرط…
وناقش نواب البرلمان الأوروبي قضية اعتقال صنصال بطلب من النائبة عن اليمين الفرنسي سارة كنافو، إلى جانب ملف “قمع حرية التعبير في الجزائر”، وفق ما جاء في لائحة الجلسة، وأجمعت مختلف الفرق السياسية بالبرلمان الأوربي، على التنديد باعتقال الكاتب بوعلام الذي يحمل الجنسية الفرنسية، كما دعت الى استخدام ضغوطات دبلوماسية واقتصادية على النظام العسكري الجزائري لإطلاق سراح الكاتب والمؤرخ بوعلام صنصال.
مناقشة القضية التي تمت اول أمس، عرفت حضور المفوضة الأوروبية هيلينا دالي، وشهدت إجماعاً على ضرورة إطلاق سراح سنصال (75 سنة)، وحسب مجلة ّ لوبوان ّ الفرنسية، فقد شددت المفوضة الاوربية هيلينا دالي في تدخلها على ضرورة سيادة القانون وحرية التعبير واعتبرت أنهما قيمتان أساسيتان للاتحاد الأوروبي.
وخلال مناقشة هذا الملف، دعا فرانسوا كزافييه بيلامي (حزب الشعب الجمهوري) إلى استخدام ضغوط أوربية على الجزائر لإرغامها على اطلاق سراح صنصال، ومن ذلك وقف المساعدات التنموية ومراجعة اتفاق الهجرة بين فرنسا و الجزائر، فيما هاجمت النائبة ماريون ماريشال، النظام الجزائري، ووصفته بـ “الدولة المارقة التي تحركها كراهيتها لفرنسا”، ووصفت اعتقال صنصال بأنه “عملية احتجاز رهينة”، مسلطة الضوء على معركة الكاتب ضد النظام الجزائري والإسلاميين، بدوره وصف رافائيل غلوكسمان، زعيم الاشتراكيين وحزب Place publique، النظام الجزائري بالديكتاتورية التاريخية التي ما فتئت تضطهد مثقفيها.
للإشارة فقط، فحسب محامي الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال فان موكله مثل الثلاثاء أمام قسم مكافحة الإرهاب بالنيابة العامة في الجزائر العاصمة وتم وضعه رهن الحبس الاحتياطي، وأفاد أن صنصال سيتابع بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري، والتي تعاقب على “الأفعال التي تهدد أمن الدولة” وتعتبرها “أعمالا إرهابية”، واصفا في بيان له نشرته وكالة الأنباء الفرنسية قرار حبس الكاتب بـ”العمل الخطير”.
يذكر ان الكاتب والروائي صنصال كان قد اثار عقب تصريح مع “فرانتيير ميديا” الفرنسية، المبني على أسس تاريخية حقيقية، أزعجت واستفزت عصابة السوء، حينما قال فيها إن “مدنا بالغرب الجزائري كانت تاريخيا جزءا من المغرب مثل تلمسان ووهران ومعسكر”، كما ” فضح اقدام النظام العسكري على دعم ومساندة جبهة البوليساريو الانفصالية منذ أن أسسها…”
ويبقى التساؤل قائما حول الظروف التي أقدمت عليها العصابة باعتقال كاتب ومؤرخ، بمجرد ابداء رأيه في حقائق تاريخية، سبق وان تطرقت اليها شخصيات وازنة، منها ما أشار اليها الجنرال دوغول في خطابه التاريخي عقب مهزلة الاستفتاء (الاستقلال المزور لفاتح يوليوز)، و ما أكده الرئيس الحالي الفرنسي ماكرون الذي صرح جهارا “بأن الجزائر لم تكن موجودة قبل أن تصنعها فرنسا بمرسوم بعد طرد العثمانيين من أراضيها والسيطرة على أراضيها عام 1830″ وكذا ما قاله الوزير الأسبق الجزائري نورالدين بوكروح الذي فجرها علانية ” ملف الصحراء انتهى واخاف ما ينتظر الجزائر بعدما سلم ماكرون وثائق الصحراء الشرقية للمغرب…”