حدث هذا في بلاد جمهورية تندوف الكبرى.. الغضب الشعبي ينتقل لمدرجات الملاعب بشعارات مناهضة للسلطة

حدث هذا في بلاد جمهورية تندوف الكبرى.. الغضب الشعبي ينتقل لمدرجات الملاعب بشعارات مناهضة للسلطة

سليم الهواري
شهدت مباراة الاتحاد المنستيري ضد مولودية الجزائر، مساء يوم السبت الأخير، بملعب “علي عمار” أعمال شغب كبيرة دفعت قوات من الدرك الوطني والجيش، لإجلاء آلاف المشجعين من المدرجات بعد أن تعالت الاحتجاجات والشعارات السياسية ورمي الشهب الاصطناعية على أرضية الملعب، واظهرت مقاطع فيديو رمي قوات من العسكر، شاب من الطابق العلوي لمدرجات الملعب، مما أدى الى وفاته، وهو بالمناسبة طالب اسمه وليد يبلغ من العمر 23 سنة…
وعرفت مقابلة إياب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا بين مولودية الجزائر وفريق الاتحاد المنستيري التي انتهت بفوز الفرق الجزائري بهدفين لصفر وتأهله لدور المجموعات بدوري عصبة أبطال إفريقيا رفع شعارات مناهضة للسلطة في الملعب، مستنكرة التزوير المكشوف الذي طال الانتخابات الرئاسية، كما شهدت أحداث شغب من الجماهير الجزائرية، التي ألقت المقذوفات والشماريخ، مما أدى الى تدخل عنيف من العسكر، الذين واجهوا الشغب بأطلاق الغاز المسيل للدموع، واذى ذلك إيقاف المباراة لدقائق، وتكرر الأمر في الدقائق الأخيرة من اللقاء مما دفع الحكم إلى إيقاف اللعب.
ولم يتمالك كبير الشياتين حفيظ تعارجي، السكوت على ما جرى في ملعب علي عمار، ودون من خلال منشور على حساباته بشبكات التواصل الاجتماعي، على أحداث الشغب والعنف التي شهدتها مباراة مولودية الجزائر في ملعب “الدويرة” بالعاصمة، وعبر عن استيائه من الأحداث المؤسفة التي خلفتها مباراة مولودية الجزائر وضيفه نادي الاتحاد المنستيري التونسي في المنافسة الإفريقية.
وقال في مستهل منشوره، أن الاهتمام بتنشئة الإنسان يجب أن يكون أولوية تسبق تشييد البنيان، ووصف شيات عصابة النظام العسكري، ان ما حدث سهرة السبت في ملعب الشهيد “علي عمار”، في أول مباراة رسمية يحتضنها، بالأمر المؤسف والمحزن، خاصة عندما تسقط الأرواح، مؤكدا على أنه من الضروري الحفاظ على الأرواح، ووجوب الارتقاء بها إلى الأحسن، وختم قائلا التأكيد على أن تنظيم المباريات هو ثقافة وترتيبات لا يغلب عليها الجانب الأمني، ولا مجال فيها للصدفة والاستهتار.

بدوره استنكر مدرب الاتحاد الرياضي المنستيري، محمد الساحلي، أعمال الشغب التي وقعت خلال مباراة إياب الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال الإفريقية ضد فريق مولودية الجزائر، وأكد أن ما جرى خلال الشوطين من اعتداءات وضرب واستخدام للغازات المسيلة للدموع لا يمت بصلة إلى الروح الرياضية، وأضاف أنه تمّت محاولة اقتحام غرفة ملابس الاتحاد المنستيري والاعتداء على من فيها بهدف ضرب المعنويات وبث الرعب في نفوسهم، حسب تعبيره.

وكشفت مصادر من عين المكان عن اضرار لحقت بأجزاء من ملعب “على لابوانت”، خاصة المدرجات التي عرفت تكسير كراسيها في المدرج الجنوبي للتحطيم، كما تم تسجيل اضرار جسيمة، ا نتيجة عملية الرشق بالحجارة، عقب عملية خروج الأنصار من الملعب بعد نهاية اللقاء، وتسبب أيضا الرشق بالحجارة بعد نهاية المواجهة في تحطيم عدد من السيارات والمركبات التي كانت مركونة في حضيرة السيارات التابعة للملعب…
وفي ظل الاحداث الغير المسبوقة، فأكيد ان بلاد الكراغلة التي انتقلت في عهد ال” تبون” المزور، من القوة الضاربة الإقليمية الى ثالث قوة اقتصادية في العالم، فان تزايد السلوكيات العنيفة، والتصرفات المشينة في الملاعب، أصبحت ظاهرة مألوفة في ملاعب الجزائر، فلا عليها أي حرج، اذا ما تم تشويه سمعة الكرة في بلاد عصابة الشر…
للإشارة فقط، فعلى إثر هذه الاحداث الدامية، اضطر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) لفتح تحقيقات حول ما حدث قبل وأثناء وبعد المباراة. المباراة، ومن المرجح أن يتعرض نادي مولودية الجزائر لعقوبات قاسية من قبل الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، والغريب في الامر ان هذا اللقاء يعتبر اول مواجهة رسمية تُلعب على هذا الملعب الجديد منذ افتتاحه هذا الصيف…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *