وجاء في بيان الخارجية التركية “من الملاحظ أن من بين الطوابع التذكارية، التي من المتوقع إصدارها، من قبل إدارة الإقليم الكردي في العراق، بمناسبة زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، طابع بريدي يرسم خريطة تشمل بعض المدن في تركيا أيضا”.

ويتابع البيان :”يحاول بعض قادة إدارة الإقليم الكردي في العراق ، الذين يتجاوزون حدودهم، استخدام هذه الزيارة للكشف عن أحلامهم الفارغة تجاه وحدة أراضي الدول المجاورة للعراق”.

وتقول الخارجية التركية “يجب على سلطات إدارة الإقليم الكردي في العراق، تذكر كيف أن مثل هذه الطموحات الخبيثة انتهت بالفشل، ننتظر من سلطات إدارة الإقليم الكردي في العراق إصدار بيان لازم لتصحيح هذا الخطأ الفادح، في أسرع وقت ممكن وبشكل واضح”.

والواضح من نبرة البيان، بحسب المراقبين هنا في كردستان، أنه يعبر عن استياء أنقرة  العارم من زيارة قداسة البابا لإقليم كردستان العراق، والمكانة التي بات يحظى بها الإقليم على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولعل لهجة البيان المفتقرة لأبسط قواعد اللباقة واللغة الدبلوماسيتين، وتضمنه نبرة تهديدية، يجسد حقيقة، أن العداء لكل ما هو كردي، هي القاعدة الثابتة في تركيا الأردوغانية.

ويذهب معلقون إلى أن خارطة كردستان الكبرى، معلقة وموجودة في كثير من المؤسسات والمراكز الحكومية وغير الحكومية في إقليم كردستان، وفي الأماكن والمرافق العامة، بل حتى أنها منقوشة، بحجم ضخم على صدر أحد الجبال، المطلة على مدينة السليمانية، وهي العاصمة الثقافية لإقليم كردستان، فهل يمكن طمس هذه الخارطة، كي ترضى أنقرة؟

ليس هذا وحسب، فهذه الخارطة تعلق عادة، في منازل وبيوت العديد من مواطني الإقليم وفي مختلف أجزاء كردستان، كونها خريطة تاريخية، تعبر عن عراقة وقدم موطن الكرد التاريخي، في هذا الجزء من العالم، والذي قسم بين مجموعة دول، بالضد من ارداة الكرد ورغبتهم .

ويعتبر الصحفي والكاتب الكردي، محمد شيخ عثمان، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” أن “كردستان الكبرى، ليست بحلم فارغ ولا طموح خبيث، بل حق مشروع تقره المواثيق الدولية، وحتى ميثاق الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث بوضوح عن الشعوب الأصيلة، وحقها في تقرير مصيرها، والكرد كما هو معلوم، أكبر قومية بلا دولة في العالم”.

ويتابع :”تركيا تعرف تماما حدود كردستان الكبرى، فهي كانت المتآمر الأول، على تقسيم هذا الوطن، واقتطاعها القسم الأكبر منه”.

ويمضي عثمان :”البيان التركي لا يعبر عن الاعتراض أو الاستياء، بقدر ما يعبر عن الإنكار المرضي لحدود كردستان التاريخية، والعداء المطلق للشعب الكردي، إذ كان بامكان أنقرة الاستفسار بلغة دبلوماسية لبقة، بدلا عن هذا البيان المحرف للواقع، والعابث بالحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الكردي، الذي يقارب تعداده الخمسين مليونا”.

المصدر: سكاي نيوز عربية