خلال زيارته للجزائر قبل عودته إلى ألمانيا، تبون يستقبل رئيس “جمهورية تندوف”
عبدالقادر كتــرة
بأمر من حاكم الجزائر الفعلي، الفريق السعيد شنقريحة، قائد الأركان للجيش الوطني الجزائري، استقبل الرئيس الجزائري المعين عبدالمجيد تبون زعيم عصابة “بوليساريو” رئيس جمهورية تندوف إبراهيم غالي ليؤكد عداوة الجزائر للمغرب.
وأجرى الطرفان خلال الاجتماع مناقشات حول قضية الصحراء المغربية انطلاقا من تصورهما المعادي للمملكة المغربية ، ويؤكد دعم الجزائر المادي والمعنوي لجبهة “بوليساريو” على حساب قوت الشعب الجزائري الذي أصبح يلهث على شكارة حليب وشكارة سميد وعجز السلطات الجزائري عن توفير اللقاح ضد فروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الخميس 25 فبراير 2021، رئيس “جمهورية تندوف”، إبراهيم غالي، بمقر رئاسة الجمهورية الجزائرية، ربما كان يظن البعض أن الأمر يتعلق بتوزيع صدقات جرعات اللقاح التي تستجديها “القوة العظمى” من بعض الدول لكن يبدو أنها معلقة بالوعود ولم تتمكن من التوصل إلا ب75 ألف جرعة في انتظار تشييد مختبر لتصنيع اللقاح مستقبلا بعد سبعة أشهر أو ثمانية، في الوقت الذي تجاوزت المملكة المغربية الشريفة عدد الملقحين بالجرعة الأولى 3 ملايين مواطن بمن فيهم الجزائريين ، وأزيد من 50 ألف ملقح بالجرعة الثانية…
ومن المضحكات المبكيات ما جاء في بيان نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية أن “رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، استقبل الخميس، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية…. ويأتي استقبال السيد الرئيس عبد المجيد تبون السيد رئيس الجمهورية الصحراوية في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر تستغرق 48 ساعة وقد أستعرض الرئيسان خلال هذا اللقاء تطور القضية الصحراوية والانتصارات التي حققتها على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري”.
ولا بدّ للمرء أن يتساءل عن زيارة رئيس “جمهورية تندوف” للجزائر تستغرق 48 ساعة…” وهو يعتبر أحد ولاة الجزائر المُنصَّب من قبل جنرالات النظام العسكري الجزائري والذي يعيش في العاصمة الجزائرية ولا يتحرك إلا بأمر ممن نصَّبوه، مثله مثل الرئيس الجزائري المعيَّن من طرف نفس الجنرالات الذي يسكن في ألمانيا، كما أن من السخرية التي لا تجتمع إلا في الجزائر أن تكون “الجزائر بلدا بدون رئيس ورئيس الجمهورية الوهمية، جمهورية بدون بلد”…
ومن النوادر أن يستعرض الرئيسان أوهام وأحلام معارك “البلي استايشن” وحروب النجوم الكرتونية في الألعاب الإلكترونية الخاصة بالأطفال وعناصر “بوليساريو” وأزلام النظام العسكري الجزائري ومزابل وكالة الأخبار والإعلام الجزائري…، وكان من الأجدر أن تتم مناقشة الصدمات والانتكاسات والانكسارات الدبلوماسية والسياسية التي مُنِيت بها العصابتين، والحديث عن الانتفاضات والمظاهرات والثورات والمسيرات المليونية التي أثثت الحراك في شوارع المدن الجزائرية ومخيمات الذل والعار بتندوف أكبر سجن في العالم حيث يعيش فيه عشرات الآلاف من المحتجين الصحراويين المحاصرين بالأسلاك والأشواك والميليشيات…
رئيس جزائري غير شرعي كما جاء في الشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال الحراك يعيش خارج بلده منذ أكثر من ثلاثة أشهر ويعاد قهرا ، لأيام، من طرف جنرالات العسكر الحاكم ليوقع على الدستور وقانون الموازنة لعام 2021، ثم يسمح له باستئناف العلاج.
وغادر تبون البلاد في الـ9 من يناير الماضي إلى ألمانيا عقب رحلة علاجية إلى ألمانيا دامت 3 أشهر، لاستكمال العلاج وإجراء عملية جراحية على قدمه، ثم عاد إلى الجزائر في 12 فبراير الجاري بطلب من جنرالات العسكر الجزائري قبل حلول الذكرى الثانية للحراك الذي عصف بالرئيس المعزول عبدالعزيز بوتفليقة وعدد من الوزراء ورجال الأعمال والجنرالات…
وعلى غرار عودة الرئيس الجزائري نهاية دجنبر الماضي من ألمانيا، قيل أن ملفات هامة تنتظره، تتعلق بمواصلة الإصلاحات السياسية التي تعهد بها، وعلى رأسها التحضير لإجراء انتخابات محلية وتشريعية لاستكمال بناء شرعية مؤسسات الدولة، ومنح الشعب حرية اختيار ممثليه، بعد الموافقة على القانون الجديد للانتخابات واستدعاء الهيئة الناخبة، قبل عودته من جديد إلى ألمانيا حسب بعض الأخبار الموثوقة من معارضين خارج الجزائر، بسبب خطورة وضعه الصحي حيث يعجز عن الوقوف والمشي على القدمي لبضع ثواني .
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قام في محاولة للالتفاف على الحراك الذي اندلع بقوة لتخليد ذكراه الثانية وزلزلت المظاهرات غالبية المدن الجزائرية، بحلّ البرلمان وأجرى تعديلا حكوميا “لضخ دماء جديدة في الجهاز التنفيذي تماشيا مع التحديات الداخلية والخارجية “.
يشار إلى أن الرئيس تبون أمضى، في المجموع، ثلاثة أشهر في رحلة علاجية في ألمانيا، منذ نقله على جناح السرعة في طائرة خاصة، 27 أكتوبر الماضي، قبل أن يعود إلى الجزائر، في 28 دجنبر، للتوقيع على قانون الموازنة لعام 2021 والدستور الجديد، الذي جرى الاستفتاء عليه في الأول من نونبر الماضي.