الهوليغانية الجزائرية: اقتتال في ملاعب كرة القدم … هجوم بالحمض… التمييز العرقي…حلبات الموت للصراع الوحشي

الهوليغانية الجزائرية: اقتتال في ملاعب كرة القدم … هجوم بالحمض… التمييز العرقي…حلبات الموت للصراع الوحشي
عبدالقادر كتــرة

في سابقة خطيرة ووحشية لم يسجلها تاريخ رياضة كرة القدم في العالم منذ نشأتها، شهدت  قمة الدورة الـ21 من بطولة الدرجة الثانية لكرة القدم في الجزائر بين المتصدر “مستقبل الرويسات” ومطارده “اتحاد الحراش”، الخميس 28 فبراير الماضي، أحداث شغب مؤسفة.
وتحولت رقعة ميدان الملعب إلى حلبة للمواجهة والمصارعة والاقتتال باستعمال جميع الأسلحة التي لا تخطر على البال، ووقعت هذه الأحداث الخطيرة قبل انطلاق المباراة التي كانت مقررة على ملعب “18 فبراير”، مادفع بحكم “المواجهة الحربية”  إلى إلغائها خوفا من حصول تجاوزات أخطر، والتي تحققت فيما بعد.
وليست هذه هي المرة الأولى أو العاشرة، بل سجلت ملاعب الجزائر أحداث قتل لاعبين ومتفرجين وتعنيف وضرب وسلخ وسحل حكام ومدربين ولاعبين…، الأمر الذي يدعو الفيفا والكاف إلى اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة تهديدات التخريب التي يمارسها مشجعو كرة القدم الجزائريين داخل الجزائر وخارجها كما وقع مؤخىا في موريتانيا والسنيغال، والتي تشوه صورة اللعب النظيف في كرة القدم الأفريقية…
واحد من أكثر الحوادث خطورة كان يتعلق بمصطفى مزة، مدير نادي اتحاد الحراش، الذي تم رشه بحمض النيتريك (الماء القاطع) على وجهه، مما تسبب في إصابات في عينيه، وفعل عنيف ووحشي  لا يمكن وصفه يتجاوز بكثير إطار كرة القدم ويشبه اعتداء إجراميا، دون الحديث عن الاصابات الخطيرة الأخرى التي تم التصريح بها والغير المصرح بها، ناهيك عن التخريب.
وصل العنف في الملاعب الجزائرية  إلى مستوى محرج جدا وفي غاية الخطورة، وهذه الحلقة المأساوية تعيد إطلاق النقاش حول الأمان خلال المباريات الحاسمة، إذ ما كان يجب أن يكون عرسا واحتفالا  بقمة للصعود إلى الدوري الأول تحول إلى مشهد من الفوضى والمعارك والاقتتال.
ووفقًا للعديد من المصادر، اندلعت أعمال التخريب قبل بدء المباراة، مما عرقل تنظيم المباراة، دفع بحكم اللقاء الذي لاحظ عدم وجود شروط أمان مناسبة، بعدم إجراء المباراة.
بعد إلغاء المباراة نزلت الجماهير إلى أرضية الميدان وقامت بتخريب ممتلكات ملعب 18 فبراير، قبل أن يتواصل العنف إلى حافلات النقل العمومي وتخريبها بشكل كامل وصولا إلى المحطة البرية بورڤلة والقيام بفوضى عارمة وتخريب الأملاك العامة
أحد الأسباب الرئيسية التي تسببت في إشعال فتيل نيران المواجهة تكمن في ما اعتب ه العديد من الملاحظين، التمييز العرقي، تجاه مناطق الجنوب الجزائري المهمش الذي ينتمي إليها نادي مستقبل بلدية الرويسات، المعروف اختصارًا باسم اتحاد بلدية الرويسات أو MBR، هو نادي كرة قدم جزائري تأسس في عام 1964 ويقع في مدينة الرويسات، في ولاية ورقلة.
سكان الجنوب الجزائريين يعانون يوميًا من عنصرية مستوطنة، والتي تظهر على سبيل المثال في الاستجوابات عند تقديم وثائق هويتهم في حواجز الشرطة أو في المطارات، أو من خلال الإهانات العنصرية مثل “قهوي” حرفيًا بني، “كحلوش” (“أسود”) و”عبد” (“عبد”).
وولاية ورقلة هي القلب الاقتصادي ورئة الجزائر بفضل النفط في حاسي مسعود، ومساحتها 211,980 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بـ 633,967 نسمة لكن من أفقر الولايات الجزائرية الجنسية والمهمشة.
بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها اللقاء  والتي أدت إلى إلغاء المباراة من قبل حكم اللقاء، قررت  إدارة فريق “مستقبل الرويسات” أنها بصدد تجهيز ملف شامل يحمي حقوق الفريق و يدين بشكل واضح المتسبب الحقيقي في الأحداث وهو الفريق الزائر وجماهيره الحاضرة .
كما أكدت إدارة الفريق أنها ستقوم رفقة أولياء المتضررين برفع شكاوي قضائية ضد 10 لاعبين ومدرب الحراس ومساعد المدرب من الفريق الخصم مع أدلة واضحة تدينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *