مسجدالأمير عبد القادر بالجزائر…فكرة بومدين تشييد مصريين، زخرفة مغاربة  ومنبر هديّة الحسن الثاني

مسجدالأمير عبد القادر بالجزائر…فكرة بومدين تشييد مصريين، زخرفة مغاربة  ومنبر هديّة الحسن الثاني
عبدالقادر كتـــرة

“يعتبر من أكبر المساجد شمال أفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه التي يبلغ ارتفاع كل واحدة منها 107م وارتفاع قبته 64م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسع المسجد لنحو 15 ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري مصطفى موسى الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة بمساعده الدكتور عطا إبراهيم عبد العال وابنه صبرى عطا إبراهيم ولقب بالدكتور لمهارته الحرفيه الفريده في ذالك الوقت في تصميم وتنفيذ مشغولات القيمة الاسلاميه بالجبس. ويهزك مسجد الأمير بمجرد ولوجك إليه بزخرفته الراقية وباحتوائه على أضخم ثريّا بالجزائر وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب. يطل على الأربع جهات نحو المنظر الجميل، واحد من أرقى أحياء قسنطينة، وحي فيلالي والجامعة المركزية وحي قدور بومدوس..”(حسب التعريف المتداول)
وفي تعريف آخر “يعتبر مسجد الأمير عبد القادر، في مدينة قسنطينة(430 كم شرق الجزائر العاصمة) واحدا من أهم المنارات الدينية والعلمية في القارة الإفريقية، وتحفة فنية تجمع بين الفن المعماري المشرقي والمغاربي، تُصنف على أنها مرآة للهوية الوطنية الجزائرية”.
وقال عبد الله بوخلخال، عميد جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية: إن “إنشاء المسجد يعود إلى السنوات الأولى بعد حصول الجزائر على استقلالها (5 يوليو 1962) حيث اتخذ الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، قرار الشروع في بنائه سنة 1969”.
وأضاف بوخلخال، أن بومدين “اتخذ قراره، بعد إطلاعه على مجموعة من التصاميم التي قدمها عدد كبير من المعماريين العرب والغرب، قبل أن يتم اختيار التصميم الذي تقدم به المهندس المصري مصطفى موسى، الذي كان يعمل لدى الرئاسة الجزائرية”.
وتابع “في سنة 1984 تم تدشين الجامعة الإسلامية التابعة للمسجد وتأخر تسليم المسجد الخاص بالمصلين حتى عام 1999.
قصة مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة الذي بدأ بناءه بومدين على الطراز المشرقي وأكمله ‎الحسن الثاني على الطراز المغربي (عن الصحافي مصطفى العسري)
“قصة المسجد الذي بدأ بناءه ‎هوراي بومدين على الطراز المشرقي وأكمله ‎الحسن الثاني على الطراز المغربي وبعث المهندسين والحرفيين من المغرب، ومنبره كان هدية من الملك للمسجد بعثه ‎المغرب في طائرة خاصة.
كلف هواري بومدين عام 1970 مهندس الرئاسة المصري مصطفى موسى الذي جلب مهندسين وتقنيين من مصر لتشييد المسجد، واستمروا في بنائه إلى غاية عام 1989 حيث نشب خلاف بين التقنيين المصريين والشركة المنجزة للمشروع مما أدى إلى فسخ العقد الذي كان يربطهما وبالتالي توقفت الأشغال لمدة سنة كاملة.
عام 1990 قام رئيس الحكومة الجزائرية انذاك بزيارة إلى الورش وأثناء هذه الزيارة أطلع عن النتائج الوخيمة التي ستترتب عن رحيل التقنيين المصريين..وعندها سأل المكلف بالمشروع السيد بن عبد الرحمن، عن الحل لهذه المشكلة؟ ليرد عليه قائلا..فلنستعن بالتعاونيات المغربية التي عملت ‎بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء فوافق على الاقتراح فشكلت لجنة رسمية ذهبت إلى الدار البيضاء بمساعدة سفير ‎الجزائر بالمملكة المغربية الذي اتصل بمدراء هذه التعاونيات الذين تنقلوا إلى قسنطينة بأمر من الحسن الثاني لعدة أيام وذلك لدراسة تقييم الأشغال التي سيقومون بها بمسجد الأمير عبد القادر.
وفي سنة 1991 كان المهندسيون والتقنيون والحرفيون المغاربة قد تنقلوا إلى الجزائر وشرعوا في العمل، لكن كان هناك أمر أرق القائمين على المشروع، وشغل بالهم، وهو أن بناء المسجد بدأ بالاعتماد على الفن المشرقي وسينتهي بالاعتماد على الفن المغربي فهل سيكون هناك انسجام بين الطريقتين ؟.
يعتبر مسجد الأمير عبد القادر، في مدينة قسنطينة(430 كم شرق الجزائر العاصمة) واحدا من أهم المنارات الدينية والعلمية في القارة الإفريقية، وتحفة فنية تجمع بين الفن المعماري المشرقي والمغاربي، تُصنف على أنها مرآة للهوية الوطنية الجزائرية. ويلعب مسجد الأمير عبد القادر (رائد سياسي عسكري جزائري 1808-1883 ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة) دوراً متميزاً في نشر العلوم الشرعية، والدعوة الإسلامية، حيث يحتضن على مدار السنة نشاطات دينية وعلمية عادة ما يحضرها أهم وأبرز رموز الدعوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. (Bechir Ramzy – Anadolu Ajansı)
و في الـ 31 أكتوبر 1994 ليلة “الذكرى الأربعون” لاندلاع الثورة الجزائرية دُشن مسجد الأمير عبد القادر وانبهر الحضور بنجاح المهندسين والحرفيين المغاربة في المزج الباهر للفن المشرقي والفن المغربي.
وأهدى الملك الحسن الثاني منبر المسجد، الذي بعثه مكتملا من المغرب في طائرة خاصة، حيث لازل في مكانه إلى اليوم”.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *