شطحات “رئيس حلال” من حظيرة “زليج السفيساء”

شطحات “رئيس حلال” من حظيرة “زليج السفيساء”

عبدالقادر كتــرة

قيل والعهدة على الراوي والله أعلم: “حاول أحد الموظفين إيهام من حوله أنه شخص مهم فلما طرق رجل عليه الباب، سارع الموظف إلى حمل سماعة الهاتف متظاهراً بأنه يكلم شخصا مهماً.

فلما دخل الرجل قال له الموظف: تفضل إجلس، ولكن انتظرني لحظة فأنا أحاول حل بعض المشاكل، وبدأ يتظاهر بأنه يتكلم بالهاتف لمدة دقائق ثم أغلق السماعة، وقال للرجل: تفضل ما هو سبب زيارتك؟

فقال الرجل: جئت لإصلاح الهاتف يا أستاذ”.

فلنقبل أنفسنا كما نحن فإن الناس تكره المتصنع الكذوب المدعي بما لا يعرف ولا يملك ولا يصنع، حتى لا نقع في شر كذبنا وشطحاتنا ونجسد مقولة “من يدعي بما ليس فيه كذبته شواهد الإمتحان “، وهو ما ينطبق على كائنات العالم الآخر.

نسوق في هذا المقال الخفيف الظريف بعض المواقف التي اشتهر بها قطيع الحظيرة من رأسها إلى أقدامها الذين، كما عادتهم، يهرفون بما لا يعرفون ويثرثرون ولا يفكرون ويتحدثون ولا يفقهون، عبر شطحات وسقطات وهرطقات وشخبطات مثيرة للسخرية والضحك والتسلي…

ونبدأ الفرجة بما جاء على لسان أحد الشياتين في لقاء أو مهرجان خطابي وهو يمدح “عمهم تبون” إذ وصفه بالرئيس “حلال” وقال: “الحمد لله عندنا رئيس حلال”، ولا ندري إن كان يقصد أن الآخرين “حرام” أو “حرامية” على حد تعبير أشقائنا المصريين.

وفي خضم الجدل القائم بين قطيع لصوص تراث المغرب الرسميين وغير الرسميين من جهة، وبين رواد المواقع والتيكتوك واليوتيوب المغاربة حول أصل الزليج الذي هو مغربي وسيبقى مغربيا بتاريخ وواقع الأمر وشهادات القاصي والداني في بقاع العالم ولا يملك قطيع الحظيرة إلا ما وهبه المغاربة لهم بشهادة رئيسهم الراحل عبدالعزيز بوتفليقة الذي طلب من المغاربة ترميم قصر المشور بتلمسان بحكم أنهم هم الذين بنوه وهو ما فعلوه بحرفية فنية وإبداع، نطق أحدهم، في برنامج تلفزيوني، وليته ما نطق في محاولة لبرهنة أصل الزليج بوجود قطع منه في متحف “اللوفر” بباريس وقال بنبرة العالم الضالع “هناك قطع من زليج السفيساء، مكتوب عليها الجزائر”، وكان الخراط المسكين يقصد الفسيفساء التي يجهلها واعتدى عليها ظلما وعدوانا.

وخلال برنامج رياضي بإحدى القنوات التلفزية الجزائرية وصلت المزايدات الخطيرة حول من يمتلك أسرار “الفيفا” و”الكاف” والأمم المتحدة والمخابرات العالمية لأعظم الدول، لكن الغريب أنهم لا يدركون واقعهم وحالهم البئيس، وقال أحدهم متبجحا بقوة الجزائر “أنا أكشف لك قوة الجزائر ، هي التي حطت “بلاتير”(جوزيف بلتير الرئيس السابق للفيفا) على الفيفا” ثم زاد قائلا بافتخار “وحتى كأس العالم الجزائر ، هي التي منحت تنظيم الكأس لقطر”، وقاطعه زميله في “الخورطي”، و”أنا نقولك بأن روراوة هو من وضع لقجع في مكانه”، مع العلم أن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هزم شر هزيمة روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في انتخابات العضوية ل”كاف” المكتب التنفيذي للاتحادية الإفريقية لكرة القدم.

ويحكي الوزير الجزائري السابق “بوناطيرو” عن ساعة ولادته ويقول في حلقة حوارية تلفزيونية أنه لا يزال يتذكر الساعات الأولى لولادته ولحظة رؤيته للفراش و”العصافير تزقزق والسحاب يمر” لكن لم تتذكر وجه القابلة…

وفي إحدى الندوات بمناسبة الاحتفال بذكرى الشهداء لم يجد الخطيب الثرثار للاستشهاد بما كان يهذي ويبالغ في الكذب والقصص البطولية والعنتريات والأزليات والغرينديزاريات إلا الإشارة إلى أحد الحاضرين مخاطبا : “ها هو أحد الشهداء الأحياء يشهد على ما أقول” وهو ما فعله المرحوم الشهيد بإشارة الموافقة برأسه.

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرآ من خلقه وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ويقول الطيب المتنبي:

” لكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها”

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:

“أعرض عن الجاهل السفيـه

فكل مـا قـال فهـو فيـه

ما ضر بـحر الفرات يومـا

إن خاض بعض الكلاب فيه”

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *