نجاح عملية تحرير الملك العام بوجدة رهين ببديل اقتصادي ناجع

عبد العزيز داودي

لن نختلف على ان الخطيب لهبيل والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد، اتخذ خطوات جريئة وبادر الى حل بعض الاشكالات المجتمعية سواء المتعلقة بالتدبير الترابي للجماعات الترابية،  حيث الكل يجمع على أن تأثيره كان واضحا على سريان الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة وجدة .

فبعد حالة البلوكاج الذي عاش على وقعه المجلس لسنين عديدة تفطن مؤخرا مستشارونا المحترمون إلى أن الصالح العام يقتضي نبذ الخلافات الهامشية والسياسوية الضيقة لخدمة مدينة عانت وتعاني من التهميش والاقصاء الذي طال كل مناحي الحياة العامة بها ، من النظافة الى النقل ومن الصحة الى السكن وغيرها من المرافق العامة الحساسة .

واهم إجراء يحسب لوالي جهة الشرق هو اشرافه المباشر على تحرير الملك العام ، وهي عملية ابتدأت بتحرير باب سيدي عبدالوهاب ومحيطها وطالت العديد من الاسواق الأسبوعية والعشوائية في كثير من الأحياء. وطبعا نقر بأن اسرا وعائلات كثيرة قد يكون مورد رزقها هو هذه الأسواق، لكن الاكيد لان لكل اصلاح تكلفة وان اللجوء إلى العلاج بالكي قد يكون ضروريا ، بمعنى ان المنافسة المشروعة وتحسين مناخ الأعمال وتأهيل القطاعات غير المهيكلة وادماجها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي عوامل مساهمة في تنمية مستدامة والتي تبقى كذلك مرهونة بمحاربة الفساد المالي والاداري المستشري في العديد من الإدارات العمومية ومؤسسات الدولة عبر المساهمة في إحالة ملفات الفساد التي تقرها مؤسسات دستورية على القضاء .على اعتبار أن الاصلاح الحقيقي يمر بالضرورة عبر اجتثاث منابع الاغتناء غير المشروع وعلى مسائلة المنتخبين عن مصدر ثرواتهم،  لان ارجاع الثقة في مؤسسات الدولة يجعل المواطن متقبل لاي إجراء تقوم به مختلف الأجهزة للتصدي لاحتلال الملك العام .