حريق مجمع الغاز بالجزائر خلف خسائر أزيد من مليار دولار أمريكي من الصادرات
عبدالقادر كتـــرة
صرحت الإدارة العامة لسوناطراك الجزائرية أنها تعمل حاليا على إعادة تشغيل مجمع الغاز “الرار” بالجزائر، الذي تعرض لحريق بقطار الإنتاج رقم 1 يوم الأربعاء الماضي 27 نونبر، وذلك من خلال اللجوء إلى التشغيل باستغلال القطارات الثلاثة الأخرى السليمة في الموقع.
وحسب الصحافي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو السمار، استنادا لمصادره، حاول المدير العام لشركة سوناطراك، رشيد حشيشي، طمأنة الجزائريين حول هذا الموضوع من خلال التأكيد في يوم الأحد فانح دجنبر الجاري، على أن “أولوية الفرق التقنية المتواجدة في الموقع هي ضمان أمن جميع سلاسل الإنتاج المشتركة والتحقق من سلامتها قبل إعادة تشغيل القطارات الإنتاج الثلاث الأخرى للمجمع بالسرعة الممكنة”، مشيراً إلى أن “الإجراءات المتخذة تهدف إلى عزل القطار المتضرر بشكل كامل عن القطارات الأخرى السليمة”.
وتبين للأسف أن هذه التأكيدات لا تتوافق إطلاقاً مع الواقع على الأرض، لأن حجم الأضرار الناجمة عن هذا الحريق الذي أصاب بشكل مفاجئ المجمع الإنتاجي لثالث أكبر حقل للغاز الطبيعي في البلاد هو أخطر بكثير.
لكن خلافا لما تدعيه سوناطراك، احترق أحد قطارات الإنتاج في مجمع الغاز بالكامل مما أدى إلى أضرار جسيمة، بينما تعرضت ثلاثة قطارات أخرى لأضرار جزئية ولا يمكن إعادة تشغيلها إلا على المدى القصير ، وبشرط واحد فقط، هو تجديد وإصلاح بعض المنشآت المشتركة أو استبدالها.
ويعتبر الصحافي الاستقصائي المعارض عبدو السمار. اعتمتدا على مصادره، أنه في أفضل السيناريوهات، سيستغرق الأمر أكثر من عام واحد لإعادة القطارات الثلاثة الموجودة في مجمع غاز الرار إلى الخدمة في التشغيل الأمثل، بينما يتطلب إنشاء قطار الإنتاج الرابع أو الاستبدال الكامل له 3 سنوات.
وفي هذا السياق، ستخسر الجزائر ما لا يقل عن مليار دولار أمريكي من صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الخارج. وهو هدر يمكن تفسيره مرة أخرى بالضغط السياسي المطول على سوناطراك لإجبارها على إنتاج الغاز الطبيعي على نطاق واسع دون احترام بروتوكولات السلامة والصيانة الوقائية الملزمة لضمان التشغيل الأمثل لرواسب الغاز الطبيعي.