أهم التحديات التي تنتظر والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد
لقد كان من الطبيعي أن تعرف الإدارة الترابية على مستوى جهة الشرق ومدينة وجدة على الخصوص التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة ، أن تعرف هذه الادارة تغييرات مهمة ، وذلك كإنعكاس طبيعي لتطور وظائف الدولة، وفي هذا السياق جاء تعيين لخطيب لهبيل واليا على جهة الشرق عاملا على عمالة وجدة أنكاد .
لا يختلف اثنان من كون ان مدينة وجدة تعرف مشاكل كبيرة اثرت سلبا علي سير وتدبير السياسات العمومية بها .
وخلال السنوات الأخيرة عاشت مدينة وجدة الحدودية مشاكل عديدة توقف معها انجاز الأوراش ، بسبب تطاحن ممثلي الساكنة الذين فضلوا تصفية الحسابات فيما بينهم، عوض التنافس على تدبير الشأن العام، وذلك بعد عجز الوالي السابق التحكم في توقف اوراش المدينة الحدودية ، لذا يتفق جل المهتمين بأن تعيين الوالي لخطيب جاء في وقته، لإنقاذ المدينة من الأوضاع المزرية التي تعاني منها .
وينتظر والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد ، تحديات كبرى أبرزها تسريع تنفيذ كل الاوراش المتوقفة بسبب تضارب مصالح نخب الهيئات المنتخبة .
ويظهر ان ان تعيين الوالي لخطيب لهبيل على جهة الشرق في هذا الوقت بالذات كان مدروسا، لمنح هذه الجهة نفسا جديدا ، وذلك بتعيين مسؤول مؤهل لاستحضار التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش 2023، و القائمة على اعتماد الجدية في تدبير الشأن العام .
لكن ليقوم الوالي الجدد بهذه المهام عليه وضع حد لبعض الأساليب البيروقراطية والمبالغة فيها والتي تفتقد إلى المرونة اللازمة، والتواصل والانصات للساكنة ونهج سياة القرب تفعيلا للتوجيهات الملكية ،لان تغيير الولاة ليس هدفا بحد ذاته، بل هو عملية تفرضها تحديات المغرب الحالية والمستقبلية في سياق وطني صعب اجتماعيا واقتصاديا ، وفي سياق دولي مضطرب.
تحرير الملك العام ولكن …
لقد استحسنت ساكنة مدينة وجدة حملات تطهير الفضاء العام من الفراشة والباعة الجائلين الذين حاصروا كل الممرات الرئيسية بالمدينة ، غير انه ما يجب التأكيد عليه بأن هذه الأنشطة غير المنظمة كانت تعيل عائلات وتضمن قوت العديد من المواطنين، لذلك وجب التفكير لايجاد بدائل لهذه الفئات التي تعاني العوز والفقر ، ومن بينها هذه البدائل فتح الاسواق النموذجية المغلقة وما أكثرها في المدينة ، وفق تصور جديد يشجع أولا الباعة على الاستقرار فيها وثانيا تشجيع المواطنين على التبضع منها .
كابوس البطالة …
ليس خافيا على احد وهذا حسب تقارير رسمية، ارتفاع نسبة البطالة في اقاليم جهة الشرق وعلى رأسها إقليم وجدة، هذا الكابوس اي البطالة الذي يقض مضجع كل الأسر الوجدية ، طبعا هذا شأن يخص الحكومة المسؤولة رقم واحد عن التشغيل ، ولكن هذا لا يمنع من فتح نقاش مهم حول مسألة كيف يمكن تحويل إكراه الحدود او الجفاف إلى عامل ايجابي في التنمية ؟؟؟
نقاش اصبح فتحه ضرورة ملحة بسبب تفاقم الأزمة التي جعلت الكثير من الشركات تفر الى جهات اخرى بفعل كثرة المراجعات الضريبية التي ارهقت كاهل المقاولات من مختلف الأحجام ، وهو ما أدى إلى فقدان العديد من مناصب الشغل بسبب تغيير هذه الشركات موطنها .
الجمود العقاري ..
من بين الأنشطة التي كانت تعرف انتعاشا كبيرا بمدينة وجدة ، حركة بيع وشراء العقارات ، غير انه في السنوات الأخيرة عرفت جمودا كبيرا ليس فقط بسبب الأزمة ، وإنما بسبب غياب مخاطب قادر على حل مشاكل المنعشين العقاريين الذين تواجه مشاريعهم عقلية إدارية متحجرة ، ناهيك عن معاناتهم من اجتهادات ما أنزل الله بها من سلطان في تطبيق القوانين وعلى رأسها فرض بعض الضرائب والرسوم على المنعشين العقاريين من طرف مصالح الجماعة في جهل صارخ للقوانين المنظمة لها .
لذلك أصبح من المستعجل عقد لقاء مع هؤلاء المنعشين العقاريين الذين يعدون محركا مهما للعجلة الاقتصادية ، للوقوف على جميع المشاكل التي حدت من اشطتهم .
هذا ليس كل شيء وانما فقط جزءا يسيرا من ملفات تنتظر من والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد تحريكها في ظل الدينامية التي خلقها بعد تعيبنه على رأس جهة الشرق ، على ان نتطرق لملفات اخرى في مقالات لاحقة .