الصفير بين سيكولوجية الجماهير وعدم تبصر المدرب وليد الركراكي
عاينا كيف ان البعض لم يكتف بالتجني وصب الغضب على المدينة بشرا وحجرا وشجرا .
مدينة وجدة العتيدة التي تتميز بتاريخها الحافل بالمواقف البطولية وساكنتها تجندت شبابا وشيوخا أطفالا ونساء من اجل إنجاح التظاهرة المتمثلة في احتضان الملعب الشرفي لمباراة المنتخب الوطني .
لكن يبدو ان الصفير تسبب في زئير المفتقدين لصفات الأسود .
وبدل ان يصرح المدرب وليد الركراكي تصريحا لا مسؤولا في حق الجمهور كان عليه ان يدرس سيكولوجية الجماهير ، وتاريخ وسيرة كل لاعب ، اذ ان عدم رضى مدينة وجدة على سلوكات ابن عاق ـ حسب تعبير الجماهير الغاضبة ـ لفريقها الذهبي المولودية الوجدية التي احتضنته ، بسبب احتفاله إحتفالا منقطع النظير تبعا لهزيمتها لم يغفره له الجمهور وهذا حقه لان التحكم في الشعور ممكن ،اما اللاشعور وسيكولوجية الجماهير فهي مسألة باطنية تتطلب الحكمة والتمرس والحيطة والحذر من طرف المدرب بصفته مشرفا على اصغر الجزئيات المتعلقة بتشكيلة الفريق وعناصره .
كان على وليد الركراكي ان يطلع على خبايا الأمور وان يدرك ان هناك شنآن بين لاعب و مدينته في شخص فريق رفع قدره ، بل الاكثر من ذلك لما عاين الصفير في المباراة الاولى المجراة يوم السبت لماذا أذن له باللعب يوم الثلاثاء وهو العالم ان الصفير كان يعبر عن احتجاج الجمهور عليه ؟
الم يوجد ضمن المنتخب الوطني من يعوضه ؟
ام ان المقصود هو تقزيم مدينة وجمهور بذل قصارى جهده سواء من حيث العدد او الانضباط او التشجيع المنقطع النظير
صحيح ان الامر يتعلق بمنتخب وطني ولا احد يجادل في كونه فوق كل الاعتبارات ولكن اصرار البعض على ادانة المدينة وتعريضها لوابل من العبارات القدحية لكون البعض انتصر للصفير، ويأتي تصريح المدرب في شكل تقريع وإيلام للجمهور الوجدي ، فان ذلك غير مقبول اطلاقاً.
وتبقى مسؤولية المدرب ثابتة ومؤكدة ويتحمل كافة نتائجها.