حكومة الكوارث ووزراء ” السلفيات”
عبد الحق هقة
بعدما ضاق المغاربة ذرعا بحكومة العدالة والتنمية وتصرفات أعضائها، استبشروا خيرا بإفراز صناديق الإقتراع لحكومة قيل عنها ” حكومة خبراء” ، لكن بعد مرور الأيام اصطدم المغاربة بتصرفات وزراء أقل ما يقال عنها بأنها تصرفات رعناء ولا تربطها بالخبرة سوى الخير والإحسان .. فهذا وزير يستقل ظائرة خاصة في رحلة لا تستغرق بالسيارة سوى ساعتين ونصف، وأخرى تبشر المغاربة بصرف أموال وزارتها قبل متم السنة الجارية، وكأنها تحمل على ظهرها ثقلا كبرا لم تتخلص منه سوى بصرفها في ماذا الله أعلم ! دون أن ننسى تعيين زوجها مستشارا فوق العادة ، وداك وزير ترك حسم المواقف مع دول عظمى و ذهب لزيارة دول نكرة افتخر بإلتقاط صور له فيها وهو يداعب كرة القدم ، علما بأنه لا علاقة لكرة القدم بالسياسة التدبيرية للملفات الشائكة التي عليه أن يهتم بها ويجد حلولا لها وما أكثرها ” وراه اللي عندو عندو يكون في حل هذه المشاكل وليس في أمور أخرى ثانوية ” .
أما الطامة الكبرى فهي ما صدر عن وزير العدل عبد اللطيف وهبي الذي هدد موظفا بصفته كوزير للعدل، موجها له كلاما لا يمت بصلة بركيزة العدل التي هي أساس الملك حيث خاطبه بالقول ” التقاشر ديالك عارف اللون ديالهم ” ، هو كلام لم يصدر يوما حتى عن الأجهزة الأمنية التي تعرف الشاذة والفاذة ، ولا يجدر بوزير يحمل حقيبة العدل من المفروض أن يعطي القدوة الحسنة في المعاملة الطيبة أن يصدر عنه مثل هذا الكلام وصراحة ” هاذ لوزير عيق بزاف” ، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الرأي العام مصير ملفات محكمة النقض وما صدر عنه سابقا من تصريحات كشف عنها تسجل صوتي “خليونا نعالجو الأمور بهدوء ومن تحتها وبسكات وبشوية” ، والذي تحدث فيه عن ملف رائج بالقضاء بطله سليمان حوليش البرلماني ورئيس المجلس البلدي السابق للناظور، عن حزب الأصالة والمعاصرة، المتابع بإختلالات في تدبير المجلس البلدي، والذي أدين مؤخرا بأربع سنوات سجنا نافذة ، يفضل هذا الوزير سياسة الهروب إلى الأمام والإستمرار في عنترياته التي لا تنتهي.
بعد كل هذه المطبات والكوارث من حق المغاربة الذين ينتطرون اليوم حلولا عاجلة لمشاكلهم الإقتصادية والإجتماعية المتعددة أن يتساءلوا أين الخلل ؟ هل في رئيس الحكومة الذي لم يحسن اختيار الأسماء القادرة على تحمل مسؤولية الشأن الحكومي ؟ أم في أمناء الأحزاب الذين فرضوا أسماء بعينها عملا بمنطق ” باك صاحبي” دون اعتبار لكفاءاتها ومؤهلاتها ؟؟ هناك خلل ما ووجب تصحيحه ، علما بأن الأحزاب تتوفر على كفاءات رجالية و نسائية، منهن محاميات وطبيبات، متمرسة ولكن للأسف الشديد يتم إبعادها وإقصاؤها لغاية في نفس يعقوب .
المملكة المغربية ولله الحمد تتمتع بصورة جد مرموقة لدى المنتظم الدولي وذلك بفضل الرؤية الملكية السديدة و ما تحقق على يد جلالة الملك محمد السادس من أوراش تنموية وفي شتى المجالات جعلت المملكة المغربية الشريفة محط أنظار الأصدقاء والخصوم، لكن وللأسف الشديد يأتي وزراء ” السلفبات” ويسيؤون لهذه المكانة المرموقة للمملكة بين الأمم .