جمهورية تندوف الكبرى عامل عدم استقرار في المنطقة !!

جمهورية تندوف الكبرى عامل عدم استقرار في المنطقة !!

عبد الحق هقة 

بعد عطلة عيد الفطر المبارك، نعود للخوض في قصايا المنطقة العربية خاصة شمال إفريقيا، والبداية ستكون من مهزلة الانتخابات التشريعية بجمهورية تندوف الكبرى (الجزائر سابقا) ، إنتخابات ” لا تهم” نسبة المشاركة فيها حسب تصريح  ” الرئيس ” عبد المجيد تبون، وهو بذلك  يريد أن يقول بأن تصویت أو مقاطعة الشعب في جمهورية تندوف الكبرى لا قیمة له إطلاقا في ظل دیکتاتوریة النظام العسكري الحاكم .

تبون الذي لا يتواني في إطلاق تصريحات يضحك بها  على ذقون الجزائريين وأشهرها أن الحراك المبارك واجه نظام العصابة،  متناسيا بأنه كان أحد أعمدة هذا النظام الذي تدرج في مناصبه من والي إلى وزير أول، بل كان أحد ازلام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي يهاجمه اليوم .

هي تصريحات تخبرنا بالكثير عن الاستقرار السياسي في بلد بلغ تخبط النظام فيه حدودا قصوى، لذلك فهو  يخوض حربا قذرة وبئيسة غير أخلاقية ضد المغرب بدعمه كيانا وهميا وتسخير المال وكل الإمكانيات الطبيعية لشعب الجزائر الذي يعاني الويلات ، وكل ذلك من اجل تمرير مغالطات للرأي العام، والتسويق لنظرية ” العدو الخارجي ” بغية تصدير الأزمات البنيوية التي يعانيها هذا النظام  .

لقد أصبحت جمهورية تندوف الكبرى عامل عدم استقرار في المنطقة ولا أدل غلى ذلك حالة الإنهيار والإفلاس  الذي يعيشه نظامها رغم تسجيل  وعي لافت للشعب الجزائري الذي يقود حراكا سليما  مطالبا بدولة مدنية لا عسكرية .

هذه الحالة من التناقض التام بين الشعب وقيادة جمهورية تندوف الكبرى ، ووجود هوة عميقة بينهما، تزداد على نحو ملحوظ، هي حالة لافتة كثيرا نسبة إلى مدى حجمها الكبير. وتزداد  الهوة  هنا بين الطرفين مع تعمق الأزمة الاقتصادية وحالة الضنك المعيشي للشعب الجزائري  التي فاقمتها أزمة كورونا،

من الصعب هنا تحديد متى وأين وكيف يمكن أن يتفاعل هذا الشرخ العميق، وكيفية التعبير عنه شعبيا، ولكن تجارب الشعوب المماثلة والقاعدة المعروفة تقول إن كثرة الضغط تولد الانفجار، وإنْ كان حجم هذا الانفجار وتوقيته محكوم بمستوى الضغط ، والأهم هو وجود المحرّك الداخلي الذي يمكن أن يكون “صاعق التفجير” الذي يُشعل برميل البارود.

ولعلنا نستطيع هنا أن نفسر حرص العصابة على الترخيص بفتح مكتب للجزيرة وتحريك معارك وهمية عن طريق تسخير زعيم تندوف الصغرى ، وهنا نأسف للتورط الإسباني في هذه المعارك التي تستهدف الوحدة الترابية للملكة المغربية ، بل وصل  الأمر إلى حد توريط الإتحاد الأوروبي فيها، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية خطابات الإتحاد الأوربي الداعية إلى تعزيز استقرار المنطقة و بناء مغرب عربي قوي ، فهل هي خطابات فقط للإستهلاك الإعلامي ؟ علما بأن هذه المؤامرات لن يكون المغرب المتضرر منها وإنما استقرار المنطقة المهدد أصلا بأنشطة الجماعات الإرهابية جنوب الصحراء وبقايا داعش في ليبيا .

لقد أقام الشعب الجزائري الحجة على النظام القائم المنهار حيث أظهر للعالم أجمع أن العنف لم ولن يدخل قاموسَ تعاملاته في مسيراته المسطرة على مساره نحو التحرر، وأن أي ممارسات فيها من العنف ولو القليل فإن الشعب منها براء. ولقد رأينا في المسيرات لافتات تحمل قول الله تعالى: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) ، كما أبان الشعب الجزائري عن وعي كبير بعدم الإنجرار وراء مغالطات النظام بشأن المغرب معتبرا أي الشعب بأنه لا شراكة إستراتيجية  بين البلدين الجارين بدون فتح الحدود البرية، وذلك  عكس ما يروج له ” الرئيس” تبون من أن  فتح الحدود لن يستفيد منه سوى المغرب.

ولو أن  الشعب الجزائري عبر عن موقفه الرافض لمسرحية الإنتخابات التشريعية وذلك بمقاطعتها، فإن ذلك في نطرنا يبقى موقفا سلبيا ، لذلك فلا سبيل له للخلاص من نظام العصابة سوى الاستمرار في حراكه السلمي إلى غاية تحقيق التغيير المنشود والتحرر من استعمار النظام العسكري .

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *