في خرجة غريبة، الجزائر تتهم المغرب ومصر وليبيا بمحاولة ضرب استقرارها
عبدالقادر كتــرة
في خرجة غريبة وغبية، اتهم النظام العسكري الجزائري كلا من المغرب ومصر بمحاولة ضرب استقرار الجزائر عبر الحصول على 160 جواز سفر ليبي لمشبوهين من بينهم 45 مغربيا بتواطؤ مع دوائر مصرية كان بهدف الدخول للجزائر عبر تونس..
وجاء في جريدة “النهار” المقربة من العسكر الجزائري، في عدد يوم الخميس 25 مارس 2021، أنه “في تطورات جديدة تخص محاولات نظام المخزن المساهمة في ضرب استقرار الجزائر من خلال مناورات دنيئة.“
وكشف مصدر موثوق لقناة النهار “أن القنصل الليبي السابق بمصر قام بإصدار 160 جواز سفر لأشخاص مشبوهين من بينهم 45 مغربيا وذلك بتواطؤ من بعض الجهات المصرية، والغرض من دخولهم إلى الجزائر من اجل تنفيذ مخططات لضرب وزعزعة استقرار البلاد”.
هل يعقل أن يتهم النظام العسكري الجاثم على صدر الشعب الجزائري الذي يخرج بالملايين كل يوم “جمعة” في مظاهرات شعبية وكل يوم “ثلاثاء” في مظاهرات طلابية، في حراك بمختلف المدن الجزائرية للمطالبة بإسقاط النظام ويرفع شعارات ضد الجنرالات ويردد “دولة مدنية ماشي عسكرية” و”تبون مزور جابوه العسكر ما عندوش الشرعية” و”تراجع لا استسلام حتى يرحل النظام “أين نسير لنفك قيد الوطن الأسير؟” و”مخابرات جزائرية منظمة إرهابية”…، هل يعقل أن يتهم جهات خارجية بمحاولة زعزعة استقرار الجزائر المُهتَزِّ والمُزعْزَع والمضروب والمنهار اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا ؟؟؟
أين هي مصلحة هذه الجهات الخارجية في زعزعة هذا البلد الذي لم تعد له قوة حتى في ضمان القوت اليومي للشعب الجزائري الذي يعاني من مظاهر الحياة البئيسة و”الميزيرية” بسبب ندرة المواد الأساسية من السميد إلى الحليب إلى الزيت وارتفاع صاروخي في الخضر والفواكه والسمك واللجوم البيضاء والحمراء بدون أن ننسى مشكل السيولة، وانقطاع في المياه.
أحد المواقع الجزائرية المعارضة نشر مقالا حول وضعية هذا البلد الذي “بفعل تسيير الجنرالات الخردة أصبحت الجزائر مشهورة عالميا باسم بلد المليون طابور بحيث ليومنا هذا لا يعلم الجزائريون إن كانوا في مواجهة أزمة صحية جراء تفشي وباء كورونا أم أنهم أمام أزمة غذائية ومجاعة الحروب ترجمتها صور لتدافع المواطنين في مناطق عدة على أكياس السميد وأكياس الحليب وقنينات الزيت التي أصبحت عملة نادرة حيث يُعد الظفر بقنينة زيت إنجازاً أو عملاً بطولياً يجب توثيقه عبر فيديو ونشره على موقع تيك توك…“.
“فلا يمكن القول أن مشاهد الطوابير عادت لتغزو مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر فالصور المهينة للكرامة البشرية لم تختف أصلاً من الجزائر خلال السنوات الأخيرة مع تفاقم أزمات النظام في توفير الضرورات الأساسية للحياة وإلى جانب أزمة السيولة المالية التي تشهدها الجزائر مند شهور تفاقمت أزمتا الحليب والزيت بعد قرارات جديدة أصدرها النظام قضت تخفيض من استيراد تلك المواد لتوفير المال لشراء الخردة الروسية من أسلحة ما أدى لزيادة أعداد الطوابير في البلاد وسط مخاوف بشأن فيروس كورونا وتداولت صفحات فيسبوكية صوراً تظهر تفاقم أزمة الزيت في مختلف المدن الجزائرية من العاصمة إلى وهران وعنابة وغيرها بعدما اصبح عند الجزائري علاقة حب وغرام مع الطوابير في وقت خفف فيه إعلاميو النظام ومسؤولوه من الموضوع.”
فبعد توقيف وسجن ومحاكمة الناشطين الحقوقيين الحراكيين، وبعد فبركة قصة الإرهابي “الدحدوح” ودخلت كلمات “الدحدحة” و”دحدح” و”المدحدح” القاموس الجزائري الشعبي لتصنيف كلّ من يحتج ويعارض النظام العسكري الجزائري في خانة الإرهاب؟، وبعد ترويج خطر الإرهاب القادم من دول الساحل (مالي والتشاد والنيجر ونيجريا وبوركينا فاسو…)، وبعد إصدار قرار سحب الجنسية الجزائرية من كلّ معارض بالخارج، وبعد استصدار مذكرات توقيف دولية لإلقاء القبض على ناشطين معارضين في الخارج لإسكاتهم وبعد خلق أزمات مع فرنسا في شتى المواضيع وبعد اتهام إسرائيل والمغرب بعد التطبيع أن الأمر مؤامرة ضد الجزائر، وبعد ….وبعد..، وجد النظام العسكري الجزائري مرة أخرى وربما هي المرة الألف وليس الأخيرة، تبريرات أخرى للتغطية عن فشله وتوجيه أنظار الشعب الجزائري الغاضب والثائر إلا اتهام بلدان المغرب العربي بمؤامرة في محاولة لزعزعة استقرار الجزائر، في الوقت الذي لا تعير هذه البلدان كباقي بلدان العالم أي اهتمام لما يجري في دولة منهارة اجتماعيا واقتصاديا وماليا وسياسيا غارقة في المشاكل والازمات….، لأنها فقط لها مشاكلها ومشاريع اهتمامات أخرى وأولويات تقدم وتنمية شعوبها…، ولها علم اليقين أن لا يأتيها من هذا البلد إلا المشاكل وصداع الرأس….