16 غشت بوجدة التاريخ المجيد والواقع المرير

16 غشت بوجدة التاريخ المجيد والواقع المرير

عبد العزيز داودي

تحل اليوم الذكرى 72 لاحد اهم المحطات التاريخية المتعلقة بمواجهة الاستعمار الفرنسي .

تخليدها للاسف ورغم عظمتها لا يعدو أن يكون بروتوكوليا يفتقد للتعريف الدقيق بثورة الهمت الملوك الثلاث للمغرب الذين اشادوا بعظمتها . وهكذا صرح الغفور له الملك محمد الخامس اثناء زيارته لمدينة وجدة في شهر شتنبر 1956 مخاطبا الجماهير الشعبية ” لقد كانت مدينة وجدة الزاهرة في طليعة المدن التي اقتحمت بشجاعة غمرة الكفاح المستميت دفاعا عن العرش ومن اجل استرجاع حرية البلاد واستقلالها”. الراحل الملك الحسن الثاني وأثناء اسقباله لاعضاء مكتب انجاد المغرب الشرقي يوم 6 دجنبر 1994قال ان مدينة وجدة اعطت انطلاقة ثورة الملك والشعب،  ذلك الشعب الذي كان يحس بأن الماساة اقتربت وان المسألة سوف تنتهي ولا بد ان تنتهي اما بنفي الملك واما بتراجع الاستعمار وصار ما صار واراد الله ان يكون اسمي مقرونا بتلك الأحداث التي جرت بوجدة ، الشيء الذي جعلني احال غيابيا على المحكمة العسكرية وانا في المنفى .

وبمناسبة السنة الدولية لنشر ثقافة السلام قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب القاه بمدينة وجدة “ويجب ان نتذكر هنا ثورة الملك والشعب ومشاعر الوطنية الحقة التي واجهت بها مدينة وجدة المجاهدة الاستعمار الفرنسي .”

ومهما كتبنا فإن ذلك  لن يستوفي الذكرى حقها ولن يساهم بالتالي في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وعلى التاريخ المجيد لمدينة قاومت الاستعمار بكل شراسة ، دافعت بكل قوة وقدمت العشرات من الشهداء في يوم الذكرى وحدها بل ان 14 مجاهدا استشهدوا اختناقا في احد مخافر الشرطة بوجدة دون ان تعمل السلطات و حفاظا على الذاكرة على إقامة نصب تذكاري لهؤلاء الشهداء في مكان استشهادهم.

تاريخ المدينة المنسي كذلك يذكرنا بأن أول مدرسة تم تشييدها بالمغرب هي مدرسة سيدي زيان واول ثانوية كذلك كانت هي عمر بن عبدالعزيز دون ان ننسى ان اول قطار انطلق من مدينة وجدة ومن حي كولوج تحديدا الى مدينة مغنية .كما ان اول محطة لانتاج الكهرباء كان بمدينة وجدة ، ومدينة الألفية كذالك كانت هي القاعدة الخلفية للمجاهدين الجزائريين وقاعدة العربي بن مهيدي شاهدة على ذلك ، ومع ذلك المدينة لم تحضى بالاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة والذي  تستحقه والى ان نفهم معنى تخليد الذكرى كل 16 غشت والمقاومة بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *