نظام الجزائر الجبان يتجرع سم كأسه : مجلس الشيوخ الفرنسي يدعم وحدة المغرب ويستقبل حركة القبائل المطالبة باستقلالها عن الجزائر

عبدالقادر كتــرة
في حدث غير مسبوق في التاريخ، استقبل مجلس الشيوخ الفرنسي، وهو مؤسسة سيادية تختص أساسًا بتمرير القوانين ومراقبة عمل الحكومة وتقييم السياسات العامة، وفدًا رسميًا من “الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل” (MAK) المحتلة من طرف عسمر الجزائر، المصنفة “إرهابية” من طرف النظام العسكري الجزائري المارق والخبيث منذ مايو 2021.
الوفد قاده الزعيم المناضل “فرحات مهني” رئيس الحكومة القبائلية في المنفى كابوس النظام العسكري الجزائري الجبان، الذي تطالب السلطات الجزائرية فرنسا بترحيله من فرنسا بشكل متكرر تسليمه للجزائر.
جاءت هذه الزيارة في 1 أبريل ااجاري، أي بعد يوم واحد من إطلاق الرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون والفرنسي “إيمانويل ماكرون” “خارطة طريق” مزعومة للمصالحة بين البلدين، وذلك بعد 8 أشهر من أزمة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة في حدتها.
وتم الكشف عن هذا اللقاء “الرسمي” داخل مجلس الشيوخ الفرنسي مع قادة الحركة الانفصالية في 3 أبريل من قبل السيناتورة الفرنسية “فاليري بوير ” (من حزب “الجمهوريين”)، التي أعلنت على حسابها في “إكس” (تويتر سابقًا) عن استضافتها للوفد، واصفة إياه بـ”الحكومة القبائلية في المنفى”، معربة عن سعادتها باللقاء.
وأضافت أن الوفد أكد على “اختيار الطريق السلمي لتقرير مصير منطقة القبائل”، كما ناقشوا وضع الكاتب بوعلام صنصال ومعتقلين رأي آخرين، فضلًا عن “تسليط الضوء على القمع السياسي في الجزائر”.
المفاجأة كانت في عدم رد الفعل الرسمي الجزائري على هذه الخطوة، التي يُمكن اعتبارها “استفزازًا” و”مساسًا” بوحدة التراب الوطني الجزائري، خاصة أن الجزائر كانت قد استدعت سفير فرنسا سابقًا بسبب قضايا أقل حدة. فما سبب صمت النظام الجزائري هذه المرة؟
هناك سببان سريان، حسب الصحفي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو سمار، أولا، التحول نحو التفاوض مع فرنسا، حيث قررت الجزائر التخلي عن سياسة المواجهة الدبلوماسية المباشرة لصالح حوار هادئ، خاصة بعد إطلاق “خارطة طريق” للمصالحة.
أما السبب الثاني فيتعلق بالمفاوضات المكثفة حول ترحيل 19 شخصية جزائرية التي تجريها الجزائر مع باريس لاستعادة 19 جزائريًا مطلوبين للعدالة، موجودين على الأراضي الفرنسية، مقابل الإفراج عن الكاتب الفرنكوجزائري “بوعلام صنصال”، الذي يُعتبر “سجين رأي” من طرف جهات دولية.
يأتي استقبال مجلس الشيوخ الفرنسي لوفد MAK في لحظة مُحفوفة بالمخاطر، بعد أشهر من التوتر الذي وصل إلى حد فرض الجزائر حظرًا على المجال الجوي الفرنسي واتهامات متبادلة بـ”التدخل في الشؤون الداخلية”.
القرار الفرنسي يُناقض رسميًا خطاب المصالحة، ويُظهر تناقضات داخل المشهد السياسي الفرنسي، حيث تُستغل قضية القبائل كورقة ضغط، في الوقت الذي يواجه النظام العسكري الجزائري الجبان هذا الحدث الصادم له بصمت رهيب وموجع خوفا وتجنبا لتأجيج الأزمة قبل تحقيق مكاسب ملموسة (مثل ترحيل المطلوبين)، لكن قد يكون لهذا الصمت الرسمي تداعيات داخلية محتملة تتجسد في انتقادات من الخصوم السياسيين للنظام الجزائري، خاصة من التيارات الوطنية المتشددة.
من جهة أخرى، استخدام فرنسا لملف “سجناء الرأي” مثل صنصال، واستخدام الجزائر لملف المطلوبين في الخارج، يُظهر تحوُّل النزاع إلى مقايضة سياسية، حيث تُستغل القضايا الإنسانية لتحقيق أهداف أمنية.
من جهة ثانية، تبعث فرنسا رسائل مُربكة لحلفائها في شمال إفريقيا، حيث تدعم وحدة المغرب مثلاً بينما تستقبل انفصاليين جزائريين. وفي الصدد، لا بد من التذكير أن “جيرارد لارشير” رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، في زيارته الاخيرة، جدد دعم بلاده لمغربية الصحراء، مشيدا بـ”مبادرة الأطلسي الملكية، كونها داعمة للاستقرار في المنطقة”.
وفي كلمة له بعد لقاءه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين بالرباط، اعتبر لارشير أن العلاقات بين المغرب وباريس “التي مرت بالكثير من الصعوبات تعود اليوم إلى المسار الصحيح بفضل إرادة قادة البلدين، وأيضا بفعل دور الدبلوماسية البرلمانية، التي يمكنها أن تفتح قنوات تقارب جديدة”.
وقال المسؤول الفرنسي ذاته “هذا الفصل الجديد من الكتاب الذي نكتبه معًا منذ زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية، “إيمانويل ماكرون” إلى المملكة، وتلك العلاقة بين بلدينا التي تقوم على إرث من تاريخ مشترك، وعلى صداقة عميقة منذ عهد محمد الخامس وشارل ديغول،قد مرت بفترات كان فيها بعض الصعوبات، ولكن اليوم، بفضل إرادة القادة، عدنا إلى المسار الصحيح”.
وبهذه المتغيرات، يكون النظام العسكري الجزائري المارق والحقير والموبوء في وضع ضعيف وهش يتجرع السم من الكأس الذي حضره ويحضره لجاره المغرب ويشاهد سيده مجلس الشيوخ الفرنسي يستقبل حركة الماك القبائلية ولأول مرة ويعبر عن دعمه لنضاله حتى الحصول على استقلالها بل يعامل رئيسها كما يعامل رؤساء الدول ويندد بالقمع العسكري الجزائري والاعتقالات الجرائم التي يرتكبخا في حق سجناء الرأي والنشطاء السياسيين والقبائليين وعلى رأسهم الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، ولا حول ولا قوة للنظام الجزائري القزم الخبيث والجبان في إصدار تصريح واحد ولا كلمة واحدة للتعبير عن غضبه ولا حتى رفضه….في الوقت نفسه تنشر فرنسا خريطة شمال أفريقيا وتتضمن الخريطة الكاملة والمكتبة والموحدة للمملكة المغربية الشريفة، مع توضيح بسيط حتى يستوعبه النظام العسكري الجزائري المارق والحقير “شمال أفريقيا: بالنسبة لفرنسا فإن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يقعان في إطار السيادة المغربية. إن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب سنة 2007 تشكل الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يتم التفاوض عليه وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.”
﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [ الأنفال: 30] صدق الله العظيم وهو أصدق القائلين.