الجزائر: منع مسيرة نحو السفارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل تضامنا مع غزة والأمن يعتقل نشطاء بعد ترديد هتافات حراكية ضد النظام

عبدالقادر كتــرة
شهدت العاصمة الجزائر، بعد ظهر يوم الجمعة 4 أبريل الجاري، مظاهرة حاشدة من مئات الآلاف من المواطنين ليزيدوا الضغوط على النظام العسكري الجزائري قبل أن تتحول المظاهرة إلى انتفاظة ضد النظام حيث رفعت نفس الشعارات التي رددها الحراك خلال سنة 2019، أفضت إلى الإطاحة بالرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، وتنظيم انتهابات سابقة لأوانها عبارة عن مسرحية تم إثرها تنصيب عبدالمجيد تبون رئيسا على الجزائر.
وسارعت السلطات الجزائرية، إلى منع جموع المتظاهرين الذين خرجوا في العاصمة الجزائر، رفضا للمجازر في قطاع غزة، وقرروا التوجه إلى السفارة الأمريكية، حيث فرضت مختلف القوات الأمنية طوقا أمنيا حول المكان.
المتظاهرون رفعوا شعارات في طرقهم إلى مقر السفارة الأمريكية، تعبيرا عن رفضهم لوجودها في الجزائر، بل طالبوا بإغلاق السفارة وطرد السفير احتجاجا على الموقف الأمريكي الذي اعتبروه داعما للإبادة الجماعية الفلسطينية في غزة.
ورغم محاولات بعض المتظاهرين كسر الحصار الأمني، كان انتشار الشرطة كثيفا ومنع تقدم المسيرة، وأسفر تدخل الأمن عن توقيف عدد من المشاركين.
المتظاهرون رفعوا خلال الوقفة الاحتجاج الغاضبة شعارات منددة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، من قبيل: “لا وقفة لا كلام.. مسيرة إلى الأمام”، و”لا للسفارة الأمريكية في الأراضي الجزائرية”.
لكن بمجرد انقلاب المظاهرة إلى انتفاضة احتجاجية ضد جنرالات النظام العسكري الجزائري الجبان والخبيث والشروع في ترديد شعارات الحراك من قبيل “سلمية سلمية….”، تدخل رجال الأمن وسارعوا إلى تفكيك المظاهرة وخنقها قبل تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها النظام العسكري الجزائري بالمنع والتضييق على التجمّعات والتظاهرات في الفضاء العام.
وفي وقت تشهد فيه الجزائر حظرًا صارمًا على التجمّعات الشعبية منذ نهاية الحراك، تحاول بعد دكاكين الأحزاب السياسية والنشطاء كسر هذا الجدار، إذ طالبوا السلطات مؤخرًا بالسماح بتنظيم مسيرات شعبية تُعبّر عن موقف الشعب الجزائري تجاه فلسطينيي غزة لكن كابوس الحراك والرعب من تجاوز التظاهر إلى المطالبة بإسقاط النظام دفع العسكر إلى منع أي تجمع أو تظاهر تحت طائلة القانون المجرم لهذا النوع من التعبير ولو كان عبر صفحات الفيسبوك والنتيجة عشرات المئات من الجزائريين تم اعتقالهم والزجاج بهم في السجون دون محاكمة والآلاف من الجزائريين فضلوا الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت بدل الجزائر التي صنع منها العسكر أكبر سجن في أفريقيا.