ثلاثة أسود تلتهم حارس حديقة حيوانات بتلمسان في الجزائر

عبدالقادر كتـــرة
تعرض حارس حديقة حيوانات لحادث مروع، في غرب الجزائر، بعد أن هاجمه ثلاثة أسود، بشكل مفاجئ، والتهموه، خلال نهاية الأسبوع الماضي.
ولقي حارس حديقة المنصورة الحيوانية قرب تلمسان مصرعه بشكل مأساوي بعد أن تعرض لهجوم من الأسود الثلاثة التي كان يعتاد إطعامها، دون مشاكل أو أي ردود أفعال من جانبها.
الحارس، الموظف منذ فترة طويلة في الحديقة، لم يتوقع أبدًا أن تتحول الحيوانات التي اعتاد رعايتها إلى كائنات وحشية وتقوم بمهاجمة شرسة لم تترك له فرصة للنجاة.
وأفادت تقارير إعلامية، منها موقع “الجزائر 360″، أن الضحية قُتِل على الفور، وتُرك جثته ممزقة، مما أثار تساؤلات حول إجراءات السلامة في الموقع رغم إغلاقه أمام الجمهور منذ عام 2021.
وقد أُغلِقت الحديقة بسبب المشكلات المتعلقة بتهالك المنشآت وضيق المساحات المخصصة للحيوانات. ومع ذلك، استمر الموظفون في رعاية الحيوانات الموجودة فيها .
وشهدت العديد من حدائق الحيوانات حوادث مماثلة، ذهب ضحيتها حماسها ومطعمو حيواناتها الشرسة، إذ في يناير 2024، تعرض حارس في حديقة حيوانات بمحافظة الفيوم (غرب مصر) للافتراس من قبل أسد كان يرعاه منذ سنوات.
الحادث تكرر بنمط مشابه، حيث هاجم الحيوان الحارس أثناء قيامه بمهامه اليومية، مما أثار صدمة واسعة واستجوابات حول بروتوكولات السلامة في حدائق الحيوانات المغلقة أو المهملة .
وأُغلِقت الحديقة رسميًا عام 2021 بسبب تقارير تشير إلى سوء ظروف إيواء الحيوانات، لكن الاستمرار في تشغيلها بشكل محدود دون تحسين البنية التحتية زاد من المخاطر .
كما فتحت السلطات الجزائرية تحقيقًا لتحديد ما إذا كانت هناك إهمالات إدارية أو أخطاء في إجراءات التعامل مع الحيوانات المفترسة .
يشار إلى أن الأسود البرية انقرضت في الجزائر، وأبرزها “أسد الأطلس”، بسبب الصيد الجائر وتدمير الموائل خلال القرن العشرين.
أما الأسود الحالية فهي موجودة فقط في حدائق الحيوانات .
ولتفادي تكرار هذا النوع من الحوادث المؤلمة عل. القائمين اتباع توصيات منها تعزيز بروتوكولات السلامة للموظفين، خاصة في المنشآت المغلقة، ونقل الحيوانات الخطرة إلى مراكز ذات مساحات مناسبة ومراقبة مستمرة، ومراجعة شاملة لإدارة حدائق الحيوانات المتهالكة في شمال إفريقيا.
يشار إلى أن الأسود تلتهم البشر في حالات نادرة جدًا، وعادة ما يكون ذلك استجابة لعوامل بيئية وسلوكية معينة.
وتشير دراسات متخصصة، إلى أن أكثر الأسباب شيوعًا لمهاجمة الأسود للبشر تشمل:
ندرة الفرائس الطبيعية
عندما تعاني الأسود من نقص في مصادر غذائها الطبيعية، مثل الظباء أو الجاموس، فإنها قد تلجأ إلى افتراس البشر كبديل غذائي.
وتحدث هذه الظاهرة غالبًا في المناطق التي يتداخل فيها نشاط الإنسان مع بيئات الأسود كحدائق الحيوانات.
الأسود المصابة أو الضعيفة
تشير الأبحاث إلى أن الأسود المصابة بجروح أو التي تعاني من أمراض تجعلها غير قادرة على الصيد التقليدي، ولهذا قد تلجأ إلى افتراس البشر لأنهم فريسة أسهل من الحيوانات البرية السريعة.
السلوك المكتسب والتكيّف مع البيئة البشرية
في بعض الحالات، قد تطوّر الأسود سلوكًا مفترسًا تجاه البشر بسبب التعرض المتكرر لهم.
دفاعًا عن النفس أو مناطق النفوذ
إذا اقترب الإنسان كثيرًا من منطقة تعيش فيها الأسود أو هددها بطريقة ما، فقد تهاجمه بدافع الحماية أو الدفاع عن صغارها.
الصيد الليلي وتقنيات التمويه
معظم هجمات الأسود على البشر تحدث خلال الليل، كون الأسود تتمتع برؤية ليلية قوية وتستخدم الظلام كغطاء لصيدها.
سلوك الأسود المتوحشة أو المعزولة
هناك حالات نادرة، تصبح فيها بعض الأسود “آكلة للبشر” بشكل متكرر، وهو سلوك قد يكون ناتجًا عن تجربة أولى ناجحة، مما يجعلها تستمر في ذلك السلوك.