مسرحية هزلية رمضانية جزائرية: احتفال بأول عملية شراء لعلبة حليب… ببطاقة دفع من بريد الجزائر

مسرحية هزلية رمضانية جزائرية: احتفال بأول عملية شراء لعلبة حليب… ببطاقة دفع من بريد الجزائر

عبدالقادر كتـــرة

“مجموعة من الأعضاء في مجلس الشيوخ، والي، وسائل إعلام عمومية وخاصة، سلطات محلية، وكاميرات التلفزيونات… كل هذا “الجمع الكريم” تم حشده في ولاية باتنة لتخليد ذكرى أول عملية شراء لعلبة حليب… ببطاقة دفع من بريد الجزائر! “مسلسل كوميدي رمضاني صُـنع لإضحاكنا، بل هو حفل رسمي نظمته ولاية باتنة، إحدى المناطق الاستراتيجية في شرق الجزائر، لإقناع الجزائريين بأن الدفع الإلكتروني ممكن”، بتعبير الصحفي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو سمار.

في عام 2025، وفي عصر الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية المستقبلية وغزو الفضاء، تتباهى السلطات الجزائرية بـ”إنجاز حديث” يتمثل في شراء علبة حليب… ببطاقة دفع إلكترونية! فضيحة هزلية ومشهد مُخجل من الابتذال، مُطعّم بسخافة نادرًا ما يُضاهى بها في العالم.”، حسب الصحفي عبدو سمار.

هذا الحدث/المسرحية الكوميدي أثار سخرية لا حصر لها ولا تندر مثيل له عبر القنوات الاعلامية العالمية ووسائل شبكات التواصل الاجتماعي، الحدث يُظهر “تناقضًا صارخًا” بين ادعاء التقدم التكنولوجي (في عصر الذكاء الاصطناعي والفضاء) وبين الاحتفاء بإنجاز بسيط (دفع إلكتروني) كان يجب أن يصبح عاديًا منذ سنوات.

هذا يسلط الضوء على “فجوة التطور الرقمي” في الجزائر مقارنة بالعالم، وبدل التخلي عن “الاستثمار في “مسرحية إعلامية”بدلًا من حل مشاكل البنية التحتية الحقيقية (مثل شبكات الدفع المتخلفة أو نقص الخدمات الرقمية) يعكس أولويات مُشوَّهة للسلطات وإجراءات “تاريخية” لتلميع الصورة دون تحقيق إصلاحات جذرية.

يضاف إلى ذلك ايتنفار كل الوسائل الرسمية (إعلام، مسؤولين) لتصوير حدث تافه يُشير إلى محاولة يائسة لخلق إنجازات وهمية في ظل غياب إنجازات حقيقية.

ورغم أن انتشار الدفع الإلكتروني مهم لاقتصاد غير نقدي، إلا أن “الاحتفاء به كـ”ثورة” في 2025″، يُظهر تأخرًا كبيرًا في تبني التكنولوجيا المالية، خاصة في منطقة استراتيجية مثل باتنة، في الوقت الذي يرى المواطن العادي في هذا الحدث سخرية من معاناته اليومية (نقص الخدمات، البطالة…) بينما السلطات تُنفق الموارد على “مسرحيات”.

لا شك ان الرسالة السياسية الخفية للسلطات الجزائرية الغبية قد يكون الهدف من الحدث “تشتيت الانتباه” عن قضايا أكبر (كالأزمة الاقتصادية أو الاحتقان الاجتماعي) عبر تصوير الحكومة كـ”حديثة”، لكن رد الفعل الشعبي الساخر يُظهر فشل هذه المحاولة.

مقارنة مع دول العالم التي تعتمد العملات الرقمية أو أنظمة دفع متطورة (مثل الصين أو السويد)، يُعد هذا الحدث “تراجعًا حضاريًا” وتخلفا واقعيا، مما يزيد من انطباع “العزلة التكنولوجية” للجزائر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *