رئيسة لجنة الدعم الفرنسية : “يجب تعيين بوعلام صنصال سفيرًا للفرنكوفونية”، لمنحه الحصانة الدبلوماسية

عبدالقادر كتــرة
بعد أسابيع من الصمت، أبدى أصدقاء الكاتب الفرنسي ذي الأصول الجزائري “بوعلام صنصال”، الذي سُجن منذ أكثر من ثلاثة أشهر في الجزائر، قلقهم بشأن حالته الصحية ويطالبون بحماية قنصلية أوروبية.
وفي حوار مع الجريدة الفرنسية “تريبيون ديمونش” حول المعلومات عن الحالة الصحية لبوعلام صنصال، ردت “نويل لينوار” رئيسة لجنة الدعم للكاتب وقالت: “بصراحة، الوضع غامض تمامًا. لقد بدأ إضرابًا عن الطعام ورفض العلاج من السرطان الذي يعاني منه، منذ أسبوع، كان رد فعله قويًا للغاية عندما جاء مبعوثون من الحكومة ليطلبوا منه استبدال محاميه الفرنسي بحجة أن الأخير يهودي”.
وأشارت إلى أن رد فعله كان بحل فريق محاميه الجزائريين المعينين من قبل الدولة وبدء إضراب عن الطعام.
وفي مقابلة مع جريدة “الوطن”، نفى نقيب محامي الجزائر هذه المعلومات وأكد “أن بوعلام صنصال أقال جميع محاميه، بما في ذلك محاميه الفرنسي، ليدافع عن نفسه بمفرده”.
وعبرت رئيسة لجنة الدعم عن عدم ثقتها في مصداقية هذه التصريحات، “نحن في كل الأحوال قلقون. اللجوء إلى إضراب عن الطعام هو فعل مقاومة أخير، ولكنه يعبر أيضًا عن اليأس”.
رئيسة لجنة دعم الكاتب في فرنسا، نوال لينوار، طالبت بـ”حماية قنصلية أوروبية” للكاتب الفرنسي-الجزائري، إلا أن بوعلام صنصال، في نظر القانون الجزائري، يعتبر مواطناً جزائرياً ويتم ملاحقته على هذا الأساس بتهمة جنائية، مثل أي مواطن جزائري آخر.
تم اعتقال الكاتب، مؤلف كتاب “2084، نهاية العالم”، في منتصف نونبر الماضي في مطار الجزائر العاصمة، عند عودته من فرنسا.
في أكتوبر الماضي، أثار الكاتب جدلاً بتصريحات اعتُبرت مسيئة لسيادة الجزائر في مقابلة مع وسيلة إعلامية تابعة لليمين المتطرف تُدعى “فرونتير”، حيث أيد فكرة أن جزءاً من غرب الجزائر كان في الماضي تابعاً للمغرب.
وأدى اعتقاله إلى حملة استنكرت من فرنسا والعالم ضد النظام العسكري الجزائري، مما زاد من تفاقم الأزمة بين البلدين.
وكان الكاتب الفرنسي بوعلام صنصال قد بدأ إضراباً عن الطعام وتوقف عن تناول أدويته، بعد أن تعرض من طرف النظام القمعي لضغوط لاستبعاد محاميه “اليهودي” فرانسوا زيميراي.
وفي آخر تصريحاتها، أشارت “نوال لينوار”، رئيسة لجنة دعم بوعلام صنصال في فرنسا، إلى أن اللجنة تسعى إلى إشراك أوروبا في هذه القضية.
وكشفت لينوار في مقابلة نُشرت في عدد يوم الأحد 2 مارس من الجريدة الفرنسية “لا تريبون”، أن اللجنة، التي تنتظر مقابلة مع الرئيس إيمانويل ماكرون، تريد كـ”أولوية” إرسال بعثة طبية دولية إلى الجزائر للاطمئنان على صحة الكاتب ومنحه “حماية قنصلية أوروبية”.
وقالت: “بوعلام صنصال مواطن أوروبي وله الحق في الحماية القنصلية الأوروبية”.
وللحصول على هذه الحماية، تفكر لجنة الدعم في تعيين بوعلام صنصال سفيراً للفرنكوفونية.
“لديكم في فرنسا حوالي عشرين سفيراً موضوعياً لحقوق الإنسان، البحر الأبيض المتوسط، الصحة العالمية… يجب تعيين بوعلام صنصال سفيراً للفرنكوفونية. بعد كتابه الأخير ‘الفرنسية، لنتحدث عنها!’، سيكون هذا التعيين مبرراً تماماً”، حسب رئيسة لجنة الدعم نويل لونوار.