الشرع” الرئيس السوري ردا على طلب “عطاف” الوزير الجزائري حول البوليساريو: “نحن لا نعترف بالحكومات بل نعترف بالدول”

عبدالقادر كتــرة
أكثر الوزراء الجزائريين تعرض للإهانة والمذلة والاحتقار في العديد من المواقف والمهمات التي أوكلت له لتنفيذها في علاقات الجزائر ببلدان أخرى، هو وزير الخارحية الحالي “أحمد عطاف” حتى أصبح يلقب عند المعارضة الجزائرية ب“الدبلوماسي المنشفة”، كثلك المنشفة التي تجفف بها الأيدي المبللة أو توضع عند عتبة الأبواب لمسح الأحدية مما علق بها من ماء أو أوساخ .
آخر موقف محرج ومذل هو ما تعرض الوزير الجزائري له لما تم إيفاده من طرف النظام العسكري الجزائري المارق والموبوء شقيق نظام المجرم بشار الجرذ المخلوع والهارب، لدى القيادة السورية الثورية الجديدة حيث استقبله الرئيس السوري “أحمد الشرع”، الذي يقود حكومة انتقالية قبل لقائه مع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني.
وحل الوزير الجزائري “المنشفة” بدمشق في مهمة مستحيلة لتحقيق أربعة أهداف، حسب أحد المصادر المقربة وبتعبيرها، “أولها: إصلاح صورة النظام الجزائري عند الحكومة الانتقالية دون اعتذار في صفقة مبنية على سياسة الإغراء، والثاني: تقديم وعود بصرف منح كمساعدات مالية لهذا النظام مقابل توقف الإعلام السوري والقيادات الثورية عن نشر فيديوهات مسيئة للدولة و النظام الجزائريين، والثالث: هو إطلاق سراح عناصر فيلق الصاعقة الذي تم أسره بعد سقوط مدينة حلب، وتسليم الجزائر شهداء الجيش الذين سقطوا في المعارك، و الرابع: الإبقاء على الاعتراف بما يسمى “الدولة الصحراوية” وعدم غلق “دكانها” في دمشق”.
ومن بين المصادر التي اهتمت بزيارة الدبلوماسي الجزائري “المنشفة” إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية التي نقل مراسلها في دمشق، بأن الرئيس السوري أحمد الشرع رفض طلبا تقدم به وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشأن إطلاق سراح معتقلين من الجيش الجزائري ومليشيات البوليساريو، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام السورية الرسمية تعاملت ببرودة مع زيارة المسؤول الجزائري.
وذكرت الإذاعة الفرنسية في تقرير على موقعها الإلكتروني أن “هؤلاء جنودا جزائريين ومقاتليين من ميليشيات البوليساريو المعتقلين كانوا يقاتلون في صفوف قوات بشار الأسد” في محيط حلب، وألقت هيئة تحرير الشام القبض عليهم في الهجوم الذي شنته في أواخر نونبر الماضي، والذي أدى إلى سقوط النظام السوريالمجرم، رغم أن الجزائر تكرر في خطابات مسؤوليها أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وسبق لجريدة الشروق الجزائرية في عددها ليوم 19 مايو 2016، المنشور على موقعها والذي تم بالمناسبة حذفه، وكتبت الجريدة بالبنض العريض “منخرط ضمن رجال المقاومة: مقتل أول جزائري يحارب في صفوف قوات بشار الأسد”.
وجاء في المقال الموقع باسم الجريدة : “أعلن الجيش السوري مقتل أول جزائري كان يحارب في صفوف بشار الأسد، ضمن من يوصفون بـ “رجال المقاومة”، التي تصطف إلى جانب القوات النظامية في سوريا في حربها ضد المعارضة بشقيها الوطني والديني. ونقلت مصادر لـ “الشروق”، أن الأمر يتعلق بـ “حسين بن عيسى”، الذي قضى في معارك داريا بريف دمشق أول أمس.
ويُعد حسين بن عيسى أول جزائر يعلن مقتله في سوريا. وكان مواليا لبشار الأسد. فالقتلى الجزائريون السابقون وعلى قلتهم كلهم منخرطون في صفوف الجماعات المسلحة كداعش والنصرة، ولا يعلم حقا وجود جزائريين منخرطين في الجيش السوري الحر”.
الرئيس السوري قَبل طلب لقائه بالوزير الجزائري، و ما تم الإفراج عنه من أسرار، حسب نفس المصدر وبتعبيره ، ظهر في الإعلام العراقي الذي يتكلف بنشر أخبار سوريا، حيث بث أن ” أحمد الشرع” لم يبدي تحمسا كبيرا عند لقائه بـ ” أحمد عطاف” و لم يظهر له أي ترحاب، و عند إطلاعه على مضامين ما جاء به هذا الأخير، أبلغه أنه “ينظر إلى تلك المحاور كشروط تضعها الجزائر لبناء علاقات جديدة بين البلدين”، و أضاف الرئيس السوري أحمد الشرع أن: “سوريا تشكر جميع الدول التي تريد مساعدة دمشق لإعادة إعمار المدن المنهارة و المدمرة و لبناء نواة جديدة للدولة السورية، لكن على تلك الدول أن تقدم مساعداتها دون شروط و أن تبدي حسن النية في تلك المساعدة”.
وفي رده على طلب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”تحرير الجنود الجزائريين والصحراويين الرهائن وتسليم قصر المرادية شهداء الجيش الجزائري الذين حاربوا إلى جانب جيش بشار الأسد”، فقد رد عليه ب”أنهم أسرى حرب وحملوا السلاح ضد الشعب السوري، وساهموا في المجاز وقتلوا الأبرياء، وأنهم يعاملون طبقا لبنود إتفاقية جنيف، و سيقدمون للعدالة السورية و هي من ستُقرر الإفراج عنهم أو إدانتهم دون تسييس أو تفريط”.
وبخصوص قضية مواصلة الاعتراف بما يسمى ب”الدولة الصحراوية” الوهمية، فقد رد الرئيس السوري “الشرع” بجملة كان قد استخدمها “عطاف” قبل أيام حينما قال بعد سقوط “نظام الأسد” و تولي الثوار رئاسة حكومة انتقالية في سوريا باسم الثورة: “أن الجزائر لا تعترف بالحكومات ولكن تعترف بالدول”، حيث قال له: “إن كانت للبوليساريو دولة كاملة السيادة ولها مقومات الدولة وعضو في الأمم المتحدة، فسنعترف بها، لأننا لا نعترف بالحكومات بل نعترف بالدول”.
هذا الرد الأخير قال عنه الإعلام العراقي، استنادا إلى نفس المصدر وبتعبيره، أنه “أربك الوزير وجعله مضطربا في الكلام، لدرجة أنه لم يستطع مجاراة الرئيس السوري في الحوار، بل كان فقط ينصت إليه وهو يعدد عليه المواقف السلبية للنظام الجزائري ويذكره ببعض خرجاته الإعلامية، وظل “عطاف” ينظر إلى الأرض لأزيد من دقيقة وهو متلعثم…، وظهر هذا الارتباك على الوزير خلال الندوة الصحفية، حيث بدت عليه علامات الانزعاج من الطريقة التي تحدث معه بها الرئيس السوري، وأيضا الأسلوب الذي أظهر أن “الشرع” غير متحمس لربط علاقات مع النظام الجزائري، وغير مقتنع بعرض قصر المرادية، ولا يرغب في الوقت الحالي في أي تعزيز للعلاقات مع النظام الجزائري بسبب مواقفه التي كان يصف بها الثورة السورية و الثوار بالإرهاب والإرهابيين”.
قال الله جل جلاله وهو أصدق القائلين: “{إن المنافقين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}” و “{إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار}”.
وقال جل وعلا : {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة:67-68].