تبون” يتبرأ من “بشار سوريا” ويغازل “ماكرون فرنسا” ويتودد ل”ترامب أمريكا”

عبدالقادر كتــرة
في خطوة غريبة وعجيبة مصبوغة بالنفاق والجبن لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الرعب الذي يتملك النظام العسكري الجزائري المارق والجبان وتتمثل هذه في تبرؤ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من المجرم بشار الأسد الرئيس السوري المخلوع والهارب بعد أن أغرق بلده في حمامات دم ذهب ضحيتها أكثر من مليوني سوريا قتيل وأزيد من 10 ملايين مهجرين إلى مختلف دول العالم.
وعلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على الأحداث الأخيرة والتطورات التي حدثت في سوريا، وقال “إن بلاده أبلغت الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بكل حزم رفضها الدائم للمجازر في حق السوريين”.
وأضاف “أن الجزائر التي واجهت اعتراضات لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2022، دعمت الحوار السياسي لحل الأزمة في هذا البلد”، معربا عن “استعداد الجزائر لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة الأركان”.
لكن الواقع والحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها النظام العسكري الجزائري على لسان الكاتب بوعلام صنصال المعتقل في سجون الجزائر أن “الجزائر هي واحدة من الدول القليلة التي تأسفت على الإطاحة بـ “جزار دمشق” (بشار الأسد). وأن سقوط الطاغية السوري يضعف موقفها الاستراتيجي ويغرقها أكثر في المأزق الجيوسياسي. وأنها كحليفة وفية لديكتاتورية الأسد الأب (حافظ) ثم الابن (بشار)، وقد أصبحت (الجزائر) الآن محرومة من شريك كان قريبًا وثمينًا بالنسبة لها”.
وذكر الكاتب أن الجزائر “أكدت في 3 دجنبر الماضي، مرة أخرى عبر بيان رسمي “تضامنها الثابت” مع “الدولة الشقيقة”، بينما كانت القوات المتمردة الإسلامية تتقدم نحو دمشق”.
من جهة أخرى، غازل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حواره لجريدة “IOpinion” الفرنسية، كما عادتهم بعد كل سحابة صيف، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلا: “من الآن فصاعدا الكرة عند الإيليزيه حتى لا نسقط في افتراق غير قابل للإصلاح”.
وأضاف أن “المناخ مع فرنسا أصبح ضارًا ونحن نضيع الوقت مع ماكرون”.
وأشار إلى أن وزیر داخلية فرنسا أراد توجيه ضربة سياسية للجزائر بمحاولة طرده لمؤثر جزائري، و”فرنسا تلاحق نشطاء جزائريين على شبكة التواصل الاجتماعي وتحمي مجرمين ومخربين بمنحهم الجنسية و حق اللجوء”، رغم أن هؤلاء المؤثرين ندموا واعتذروا لفرنسا كل بطريقته وبعد أن رفضت الجزائر استقبالهم.
وأبلغ فرنسا أن الكاتب الفرنسي الجزائري المعتقل في سجون الجزائر “بوعلام صنصال” يتلقى العلاج ويكلم عائلته.
من جهة ثانية، لم يفوت الرئيس الجزائري الفرصة ليتودد للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عبر رسائل عديدة مررها في حواره مع جريدة l’Opinion الفرنسية وقال: “إن علاقات الجزائر مع الولايات المتحدة الأمريكية ظلت جيدة مع جميع الرؤساء الأمريكيين، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين”.
وأردف الرئيس تبون في ذات الحوار بلباقة وأدب وتقرب، محاولات تجاوز ما سبق أن تلفظ به النظام الجزائري وأزلامه وأبواقه الاعلامية بعد اعترافه بمغربية الصحراء وخسارته الانتخابات أمام الرئيس السابق ” “جو بايدن”، وقال :”لن ننسى أبدًا أن الولايات المتحدة عرضت المسألة الجزائرية على الأمم المتحدة إبان حرب التحرير”.
كما أشار الرئيس تبون أن الولايات المتحدة الأمريكية “هي الوحيدة التي لديها مدينة تحمل اسم بطلنا القومي الأمير عبد القادر”.
كما كشف في ذات الحوار بأن أكبر مشاريع الجزائر في عهد الرؤساء بومدين والشاذلي وبوتفليقة تم انجازها مع الأمريكيين في قطاع المحروقات ومجالات أخرى.
وردا على سؤال من صحيفة لوبينيون الفرنسية حول نية إدارة ترامب طرد 306 جزائريين مقيمين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بكل خضوع وخنوع وطاعة: “أن “هذا طلب قانوني”. “سنفعل ذلك لأن هذا الطلب قانوني. ليس لدى الرئيس الأمريكي دوافع خفية مرتبطة بالهجرة الجزائرية إلى الولايات المتحدة”، في حين هاجم فرنسا لما طالبت الجزائر باسترجاع المؤثرين المطرودين والمهاجرين غير الشرعيين…