الجزائر – الولايات المتحدة الأمريكية: الغواصات الروسية، التحديات الحقيقية لزيارة الجنرال الأمريكي “لانغلي”

الجزائر – الولايات المتحدة الأمريكية: الغواصات الروسية، التحديات الحقيقية لزيارة الجنرال الأمريكي “لانغلي”

عبدالقادر كتــرة  

قام الجنرال “مايكل لانغلي” القائد الأعلى لأفريكوم ، بزيارة إلى الجزائر، في سياق جيوسياسي جيوسياسي متوتر بشكل خاص حيث تتبلور مسألة الغواصات الروسية التوترات بين واشنطن والجزائر.

ويكشف هذا التحليل المتعمق، حسب مقال نشره معهد الآفاق الجيوسياسية نشره في 23 يناير 2025، القضايا الحقيقية لهذا اللقاء الدبلوماسي وانعكاساته على مستقبل العلاقات الجزائرية الأمريكية.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو توجيه تحذير قوي للسلطات الجزائرية بشأن دعمها المزعوم للأنشطة البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط. دفع إخلاء قاعدة حميميم البحرية في سوريا موسكو إلى البحث عن نقاط دعم جديدة في البحر الأبيض المتوسط ، ويبدو أن الجزائر لعبت دوراً رئيسياً في عملية إعادة التنظيم الاستراتيجية الروسية هذه، حسب نفس المصدر.

لقد أصبح البحر الأبيض المتوسط مسرحاً رئيسياً للعمليات البحرية منذ بداية الصراع في أوكرانيا، في الوقت الذي خلق انسحاب القوات البحرية الروسية من سوريا فراغا تحاول موسكو ملأه من خلال الاعتماد على شركاء تاريخيين مثل الجزائر.

وتبحث الغواصات الروسية، وخاصة فئات “كيلو” الحديثة، عن نقاط دعم سرية جديدة للحفاظ على وجودها في غرب البحر الأبيض المتوسط.

ولا تترك طلعات المراقبة للطائرة الأمريكية P-8A Poseidon قبالة الساحل الجزائري أي مجال للشك في مخاوف واشنطن.

وقد زادت هذه الأجهزة، التي تمثل منصات استخبارات بحرية حقيقية، من عدد مهام الكشف تحت الماء في المنطقة.

وأشار مقال معهد الآفاق الجيوسياسية إلى أن أجهزة الاستشعار المتطورة الخاصة بهم تتيح تتبع الغواصات الروسية ورسم خرائط لمناطق عملياتها المفترضة.

وحذر الموقع من أن الموقف الجزائري يشبه عملية توازن محفوفة عملية توازن محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد .

فمن ناحية، تحافظ الجزائر على علاقات عسكرية وثيقة مع موسكو، المورد الرئيسي للأسلحة لها، وفي المقابل، تحاول الحفاظ على علاقة وظيفية مع واشنطن، إدراكاً منها للثقل الأميركي في التوازنات الإقليمية.

وبالنسبة لروسيا، تمثل الجزائر نقطة ربط حاسمة في غرب البحر الأبيض المتوسط حيث يوفر ميناء الجزائر ومنشآته البحرية قدرات دعم قيمة للغواصات الروسية العاملة في المنطقة.

ويسمح وجود الغواصات هذا لموسكو بالحفاظ على عرض قوتها وقدراتها الاستخباراتية في غرب البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من خسارتها قواعدها السورية.

وتتخذ الإدارة الأمريكية، وخاصة تحت تأثير “ماركو روبيو” في وزارة الخارجية، موقفا حازما بشكل متزايد تجاه الجزائر، حسب معهد الآفاق الجيوسياسية إذ تعتبر الولايات المتحدة الدعم الجزائري للأنشطة البحرية الروسية تهديدا مباشرا لمصالحها الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *