الجزائر: نهاية السنة بغرق 32 حراكا أغلبهم قاصرون وسيدة حامل، هجروا هروبا من جحيم العسكر، وتكتم مريب من أبواقه

الجزائر: نهاية السنة بغرق 32 حراكا أغلبهم قاصرون وسيدة حامل، هجروا هروبا من جحيم العسكر، وتكتم مريب من أبواقه
عبدالقادر كتــرة

تنهي الجزائر عام 2024  بمأساة جديدة  وقعت، يوم السبت 28 دجنبر ، قبالة على بعد حوالي 10 كيلومترات من ساحل ولاية بومرداس شمال البلاد، بعد غرق قارب كان على متنه 32 حراقا، بينهم عدة قاصرين وسيدة حامل،  كان أملهم الوحيد مغادرة جحيم العسكر   والوصول إلى ساحل إسبانيا.
وقد تم الإعلان  عن وفاة أو فقدان 29 شخصًا بينما تم تسجيل 3 ناجين فقط.
ومن غرائب أبواق جنرالات وحكام النظام العسكري الجزائري وإعلامه المخزي   وقنوات صرفه الصحي وجرائده المراحيضية، التكتم على الحادث المأساوي ومنع حتى نشر خبر عنه، الأمر  الذي أثار غضب وسخط سكان المنطقة. حيث جاء في تعليق لأحد المواطنين الجزائريين في شبكة الفيسبوك:
“أكثر ما يؤلم في حوادث الحرقة عامة وحادثة الأمس خاصة هو السكوت المريب و الغير المفهوم للقنوات الإعلامية الرسمية، 28 شخص ، 28 روح لهم عائلات و أحباب، لم يظهر لها أثر ، هم عالقون في ظلمات البحر و لم يخصص لهم حتى مقطع في الشريط الإخباري للقنوات الاعلامية… الحمد لله كاين الموت و كل يتحاسب على ما قدم و ما اخر ..”.

وجاء في تعليق آخر: “تحية تقدير لكل من يساهم في عملية البحث على رأسهم القوات البحرية وخفر السواحل، تحية خاصة لأبناء الشعب البحارة وأصحاب قوارب الصيد من كاب جنات زموري…دعواتكم لعل وعسى غدا صباحا تستطيع فرق البحر إيجاد إخواننا المفقودين و تنطفئ حرقة عائلاتهم “.
مسلسل الهجرة غير النظامية من جميع الأعمار، نساء ورجالا أطفالا وشبابا، متواصل ولم يتوقف أبدا من حظيرة الجزائر، هروبا من جحيم النظام العسكري الديكتاتوري، ولا يمر يوم دون أن يسجل أحد الحوادث الماساوية من هذه الظاهرة.
وللتذكير فقط وليس للحصر، سجل آخر الشهر الماضي، حادث غرق قارب ذهب ضحيته 15  جزائريا من قوارب الموت غادر ساحل الجماعة البحرية الجزائرية الصغيرة “رايس حميدو ” (لابوانت) في 26 نونير الماضي، وتم العثور على 3 ناجين فقط وهم فتاة صغيرة ورجلين.
هذه المعلومات، التي تم التعتيم عليها وإخفاؤها تماما من طرف النظام العسكري الجزائري لكن تم الكشف عنها وتأكيدها والتعليق عليها في إسبانيا لكن كشفت عنها زوارق دورية إسبانية لخفر السواحل.
وسجلت نفس المصادر الإسبانية في نهاية هذا الشهر، خلال عشرات التدخلات، إنقاذ حياة ما لا يقل عن 269 حراكا جزائريا تعطلت قواربهم أو انجرفت في أعالي البحار قبالة سواحل جزر البليار أو مقاطعات أليكانتي والميرايا ومورسيا في جنوب شرق إسبانيا.
وتم التحقق من هذه المعلومات وتأكيدها من قبل المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين (CIPIMD) وهو منظمة غير حكومية يقع مقرها في مالقة في الأندلس (إسبانيا) وأحد أشهر أعضائها أو نشطائها، يعرف باسم “فرانسيسكو خوسيه كليمنتي مارتن”، تتعاون يوميا مع ألوية الخدمة البحرية للحرس المدني لخفر السواحل الإسباني، بهدف تحديد وإنقاذ ومراعاة والتكفل بالمهاجرين الجزائريين غير الشرعيين الذين تسبب وصولهم بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة في موجة صدمة قوية في جميع أنحاء إسبانيا.
ووصل إلى التراب الإسباني، خلال السنة الماضية، حوالي 23 ألف مهاجر جزائري؛ وهو رقم ضخم يعكس استمرار التدفق الهائل للمهاجرين القادمين من الجزائر، وفي غالبيتهم شباب يفر من الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية في البلاد.
وعلى مستوى جزيرة مايوركا وحدها، وصل على متن 176 قاربا 2637 مهاجرا (معظمهم من أصل جزائري ومن بينهم، أحيانا، عائلة مع طفلها) نزلت على شواطئ الأرخبيل. “هؤلاء يظلون في البحر لأيام عديدة، ويصلون إلى الجزر وهم يعلمون أنهم سيقضون فترة قصيرة من الوقت هناك”.
كما وصل إلى ميناء موتريل حوالي 2340 مهاجرا قدموا من الجزائر عبر بحر الأبيض المتوسط قبل أن ينتقلوا إلى فالنسيا، لتحديد مسار نهائي للرحلة وتكون غالبا فرنسا أو ألمانيا أو بلجيكا بهدف الالتقاء بالعائلة والأصدقاء.
وبلغ عدد “الحراكة” (المهاجرون غير النظاميين) من الجزائر إلى إيطاليا،     حسب وزارة الداخلية الإيطالية،  292 مهاجرا غير شرعي وصلوا  إلى سردينيا منذ بداية 2024 وإلى غاية  يوليو، مقارنة بـ 376 شخصا في نفس الفترة من2023 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *