الجزائر: السلوك النفسي والاجتماعي للجنرال سعيد شنقريحة والترهيب الأخلاقي وقبضة السلطة

الجزائر: السلوك النفسي والاجتماعي للجنرال سعيد شنقريحة والترهيب الأخلاقي وقبضة السلطة

عبدالقادر كتـــرة

نشر الموقع الدولي “ساحل أنتليجانس”، بتاريخ 25 نونبر 2024، مقالا مهما باللغة الفرنسية من توقيع الصحافي “فريدريك باولتون” أورد فيه تحليلا للحالة النفسية للجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الحالي ونائب وزير الدفاع، من قبل أطباء نفسيين سلوكيين وعلماء اجتماع غربيين.

أكد التحليل النفسي على أن الأنانية من أكثر السمات النفسية الكاشفة لسلوك شنقريحة، الذي تم تهميشه من قبل رؤسائه لعدم كفاءته، ليصبح هوسًا جشعًا بالسلطة والسيطرة.

وذكر بأن “إحدى السمات الرئيسية لعلم النفس وعلم الاجتماع عند شنقريحة هو استخدامه للخوف كوسيلة للسيطرة. وبدلاً من الاعتماد على الأساليب الديمقراطية للحفاظ على النظام، فهو يفضل الإدارة الاستبدادية والقمعية”.

وأشار تقرير الأطباء النفسانيين السلوكيين وعلماء اجتماع غربيين، إلى أن هذا النهج على المراقبة المستمرة والترهيب والقضاء على الأصوات المعارضة من قبل أجهزة المخابرات الأمنية والعسكرية.

وتحت سلطته، لا يصبح الجيش أداة للقمع فحسب، بل يصبح أيضًا أداة للسيطرة، حيث يؤثر الخوف من الانتقام أو الاعتقال أو الاضطهاد بشكل عميق على السكان. وأوضح التقرير الطبي أن “هذا المناخ من الخوف يجعل أي شكل من أشكال المعارضة المفتوحة أمراً صعباً، في حين يعزز الشعور بالاعتماد على القوة العسكرية”.

وتشكل السيطرة على المعلومات ركيزة أخرى من ركائز الترهيب الأخلاقي الذي يمارسه النظام العسكري عبر الرقابة على الصحافة والسيطرة على القنوات التلفزيونية والتدخل في وسائل التواصل الاجتماعي التي هي آليات تستخدم لتشكيل الرأي العام.

وقامت السلطات الخاضعة لقيادته بممارسة ضغوط على الصحفيين ووسائل الإعلام حتى لا يبثوا سوى الإصدارات المؤيدة لنظام في حين يتعرض أولئك الذين يحاولون الإبلاغ عن حقائق غير سارة أو انتقاد من هم في السلطة لضغوط كبيرة.

وتهدف الاعتقالات التعسفية والترهيب والتهديدات المباشرة إلى كسر روح المقاومة، وغالبًا ما يتعرض النشطاء والصحفيون والمعارضون الذين يقفون ضد النظام لحملات التشهير أو المضايقات القانونية أو الاضطهاد.

بالنسبة لشنقريحة، يبدو استقرار النظام والجيش قبل كل شيء وسيلة لضمان موقعه المهيمن والبقاء على رأس السلطة. وهو مقتنع بأن الجزائر لا يمكن أن تزدهر إلا إذا ظلت السلطة في أيدي الجيش، وقبل كل شيء، في يديه.

هذه النرجسية السياسية ليست سمة نفسية فحسب، بل هي أيضًا استراتيجية للبقاء من خلال الحفاظ على سيطرته على الجيش والمؤسسات الرئيسية، والذي يضمن ليس فقط الحفاظ على سلطته، بل أيضًا على مصالحه الشخصية، سواء كانت مالية أو سياسية أو استراتيجية.

وتحت قيادة شنقريحة، لا يكتفي الجيش الجزائري بلعب دور دفاعي وطني تقليدي، بل يصبح مصدرا مباشرا للسلطة والأرباح الشخصية.

ويشتهر الجنرالات، حسب مقال موقع “ساحل أنتيليجانس”، في عهد شنقريحة، وليس في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، بنفوذهم في المجالات الاقتصادية، حيث يسيطرون على العديد من القطاعات الرئيسية في البلاد، لا سيما في المسائل المتعلقة بالموارد الطبيعية والصناعة. فالجيش عبارة عن “آلة اقتصادية” حقيقية، حيث يستطيع شنقريحة، بصفته المرشد الأعلى، استغلال الموارد لصالحه ومصلحة حلفائه.

إحدى أبرز استراتيجيات شنقريحة للحفاظ على سلطته الشخصية هي القضاء على أي شكل من أشكال المقاومة أو المعارضة. ويشمل ذلك المعارضين السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان. ويستخدم شنقريحة القمع ليس فقط للحفاظ على سيطرته على الدولة، ولكن أيضًا للقضاء على أي شخص أو مجموعة قد تهدد منصبه.

ويخلص المقال إلى أن الجزائريين يعيشون مع اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال وآخرين من الحراك، في رعب دائم مما قد يحدث لهم، وهو ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الامتثال بدافع الخوف وليس القناعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *