متى يعلنون عن وفاة اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشرق ؟؟
اذا كانت الفلسفة من انشاء المجلس الوطني لحقوق الانسان هو حرص المملكة على متابعة سياساتها في مجالات حقوق الانسان والنهوض بها وحمايتها، وكذا تجسيد هذه الحقوق في كل مفاصل الحياة وتتبع التقارير الوطنية والدولية المنجزة في هذآ الصدد، وللحرص على ذلك جسد دستور 2011 دعامة أساسية لهذه المؤسسة التي اصبحت تحضى بحضور دستوري ودعم رسمي قل نظيره.
واذا كانت التجارب السابقة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان مثلت اشعاعا وطنيا ودوليا غير مسبوق خاصة في عهد اليزمي وحرزني وبنزكري قبل ذلك، إلا أنه في عهد الرئيسة المنتهية الصلاحية أمينة بوعياش أصبح يعرف هذا المجلس خفوتا وجمودا يطرحان العديد من الاستفهامات بالرغم من الدعم السخي الذي تتلقاه هذه المؤسسة من أموال دافعي الضرائب..
واذا انتقلنا إلى المستوى الجهوي جهة الشرق على سبيل المثال نجد الأمر يبعث على الكثير من مظاهر الاحباط والاشفاق، فهذه اللجنة الجهوية التي تم تنصيبها في اكتوبر 2020، اذا ما قمنا بعملية تقصي في انجازاتها نقول صفر على اليمين وصفر على الشمال أي شبه لا شيء، اللهم اذا كنا نعتبر حضور الرئيس انشطة ودعوات من اطارات وجهات وفعاليات من خارج اللجنة يعتبر برنامجا يعتد به.
اللجنة الجهوية المذكورة تعيش شبه جمود مطلق حيث بات يقتصر عملها على اجتماعات الدورات التي يحرص رئيس اللجنة على عقدها في وقتها أو خارج وقتها ويحرص على النصاب الذي لا يتوفر إلا بشق الانفس لان بعض الأعضاء الذين ينتمون إلى جغرافية تراب الجهة اصبحوا لا يكترثون بمثل هكذا دورات تخرج بمناقشات خاوية الوفاض، في غياب التعويضات والدعم المحفز لانجاز البرامج ، أضف إلى ذلك أن العديد من الأعضاء انسحبوا من اللجنة وعلى رأسهم منسقة الحماية التي غابت عن تدبير مهامها منذ اكثر من 3 سنوات دون تعويضها ، أضف إلى ذلك أن الملفات المنجزة من طرف بعض الأعضاء اصبحت تراوح مكانها ، على سبيل المثال ملف تدبير السياسات بجرادة والهجرة وزيارة مستشفى الأمراض العقلية وحماية الطفولة ومتابعة مصير الشكايات وغيرها من الملفات التي باتت شبه جامدة في ظل جمود مطلق لرئيس اللجنة ولطاقمة الإداري بالرغم من المقر المخملي الذي يكلف ميزانية الدولة الملايين سنويا ، أضف إلى ذلك سيارة الرئيس الفخمة ونفقاتها الزائدة عن اللزوم .
إن وضع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق نكاد نجزم انه استنفد أدواره واصبح يعيش موتا كلينيكيا وانعاشه لم يعد ينفع بالمطلق ورحمة بالميت دفنه.
