التركيبة الثلاثية .. من المنتوجات الى السياسية المغربية
ونحن نطالع اطوار عقد المؤتمرات الوطنية لبعض الأحزاب السياسية ، يذكرنا هذا الذي يحدث باسطورة الكلب اليوناني”سربروس” ذا ثلاثة رؤوس الذي كان يقود الموتى الى الآخرة ، فهل تقود هذه الأحزاب السياسة الى مثواها الاخير ؟ فمن مجلس الرئاسة ( التقدم والاشراكية ) الى رئيس وامين عام ( الحركة الشعبية ) الى القيادة الثلاثية ( حزب الأصالة والمعاصرة ) وصولا الى الرئاسة الثلاثية للمؤتمر الوطني ( حزب الاستقلال).
كما يذكرنا هذا ايضا بعروض الاشهارات التي تبرز تركيبة المنتجات سواء كانت استهلاكية او مساحيق للتجميل .
ان للأحزاب السياسية ادوار مفصلية داخل دولة المؤسسات ، كما انه لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون احزاب قوية قادرة على القيام بجميع ادوارها بدءا بالتاطير وصولا الى تطبيق برامجها والوفاء بتعاقدها الاجتماعي مع الناخبين ، لكن مع هذا الذي اصبح يستغرب له الجميع في اختيار ( قيادات بثلاثة رؤوس) فإن هذه الأحزاب ستكون بعيدة كل البعد عن القيام بالادوار السالفة الذكر .
وهذا يجرنا إلى التساؤل عن اسباب هذا الوضع المؤسف الذي وضعت فيه الأحزاب السياسية نفسها ، هل هو فعلا غياب كاريزمات سياسية حقيقية ؟ ام هي الإنتهازية التي أصبحت تنخر معظمها ؟؟ ام هي أزمة مجمتع اصبحت تعكسها جمعياته ونقاباته واحزابه السباسية ؟؟
وكيفما كانت الأسباب فإن دق ناقوس خطر هذا الموت السياسي الذي تقودنا اليه هذه الأحزاب ، يعد ضرورة ملحة على اعتبار أن هذا الوضع ينذر بوقوع الاسوء، ومع استمرار هذا الوضع فلن نستغرب غدا أن نجد أنفسنا أمام احزاب تسير بمنطق المجالس الإدارية للشركات أو ” ميني” احزاب او تكتل للاحزاب بقيادات شتى.
ان أزمة غياب الكاريزمات السياسية هي ظاهرة عالمية ، غير انه في وطننا الحبيب استفلحت واخذت منحى جعل من الأحزاب مجرد ادوات للوصول الى المناصب وتوزيع الغنائم وهو ما سيضعنا مستقبلا أمام مشهد سياسي مرتبك ومختل يصير فيه وجود الأحزاب كعدمه اي الموت السياسي.