“هادي مطر” طاعن “سلمان رشدي”، شاب أميركي من أصل لبناني متأثر بالفكر الشيعي
عبدالقادر كتــرة
ألقت الشرطة الأميركية القبض على الشاب الذي هاجم الكاتب البريطاني “سلمان رشدي” وطعنه بسكين، خلال حدث ثقافي في نيويورك، والذي يدعى “هادي مطر” البالغ من العمر 24 سنة، من “فيرفيلد” في “نيوجيرزي”، في حين لم تّتضح دوافعه حتّى الآن، وأكدت NBC News أنه ولد في “كاليفورنيا”، ثم انتقل فيما بعد إلى “نيو جيرسي”.
وداهمت عناصر من FBI الأميركي، أمس الجمعة 12 غشت الجاري، سكن الشاب هادي مطر، المرجح أنه “لبناني الأصل” الذي أقدم على طعن الكاتب البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي في نيويورك، بحسب ما ورد في موقع شبكة NBC News التلفزيونية الأميركية.
وفي سكنه عثروا على رخصة قيادته للسيارة مزورة، والصادرة عن سلطات ولاية “نيوجيرسي”، حيث يقيم، حسب ما نشرته “العربية.نت”، واختار أن تكون الرخصة المزورة باسم “حسن مغنية” بدلا من اسمه “هادي مطر” الحقيقي، تيمنا ربما باسم أحد أهم القادة العسكريين بحزب الله اللبناني، وهو “عماد مغنية القتيل” بتفجير غامض لسيارته في 12 فبراير 2008 بحي “كفرسوسة” في دمشق.
واطلعت الشبكة التلفزيونية NBC News، على حساب له في “فيسبوك” وكشفت أنه من مناصري حزب الله وإيران، خصوصا أن الصورة الرئيسية للحساب، لم تكن له، بل لآية الله الخميني الذي أصدر فتوى في 1989 أهدر بها دم الكاتب البريطاني، مع صورة أصغر لخليفته علي خامنئي.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن مهاجم سلمان رشدي سبق له نشر مواد تدعم النظام الإيراني في حين لم تَتّضح دوافعه حتّى الآن.
وتعرض سلمان رشدي صاحب كتاب “آيات شيطانية” الذي أثار جدلا كبير وغضب المسلمين، صباح الجمعة 12 غشت الجاري، إلى اعتداء بالسكين من طرف الشاب المهاجم خلال بداية إلقائه محاضرة، على منصّة مركز ثقافي في “تشوتوكوا” بشمال غرب ولاية نيويورك، نُقل على إثرها بمروحيّة إلى أقرب مستشفى حيث خضع لجراحة طارئة، بحسب ما قال وكيله على “تويتر”، واعدًا بتوفير معلومات منتظمة بشأن الوضع الصحّي للروائي البالغ 75 عامًا والذي يعيش في نيويورك منذ سنوات عدّة.
وهرع عدد من الأشخاص إلى المنصّة، خلال الاعتداء، وثبّتوا المشتبه به أرضًا، قبل أن يعتقله أحد عناصر الأمن، وقدّم طبيب كان موجودًا بين الحاضرين إسعافات أوّليّة لرشدي قبل وصول رجال الإسعاف، بعد أن تلقى عدة طعنات بسكين، وروى الشاهد أنّ المهاجم “حاول قتل سلمان رشدي“.
وأشارت الشرطة إلى أنّ رشدي تعرّض للطعن في رقبته وبطنه، ولم تُقدّم الشرطة من جهتها تفاصيل عن حالة رشدي الصحّية، مكتفيةً بالقول إنّه خضع لجراحة طارئة، الجمعة 12 غشت الجاري، إثر تعرّضه للطعن في العنق ووُضِع على جهاز التنفس الاصطناعي..
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” New York Times عن وكيله، أندرو ويلي، قوله إنّ “الأنباء ليست جيّدة” وإنّ “من المحتمل أن يفقد سلمان إحدى عينيه، وقد قُطِعت أعصاب ذراعه وتعرّض كبده للطّعن والتلف“.
وخضعَ سلمان رشدي، الذي أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة آية الله الخميني فتوى بهدر دمه عام 1989 بسبب روايته “آيات شيطانيّة”، لجراحة طارئة الجمعة إثر تعرّضه للطعن في العنق خلال مؤتمر بغرب ولاية نيويورك، وقال وكيل أعماله إنّه وُضِع على جهاز التنفس الاصطناعي.
اشتهر رشدي بعد إصداره روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” في العام 1981 التي حازت تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية. وتتناول الرواية مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال وما بعده.
لكنّ روايته “آيات شيطانيّة” التي صدرت في العام 1988 أثارت جدلا كبيرا وأصدر مؤسس الجمهورية الإسلاميّة آية الله الخميني فتوى بهدر دمه، واضطرّ رشدي المولود في الهند لأبوين مسلمين، للتواري عن الأنظار بعدما رصِدت جائزة ماليّة لمَن يقتله، وهي لا تزال سارية، المر الذي دفع الحكومة البريطانية إلى وضعه تحت حماية الشرطة في المملكة المتحدة، وتعرّض مترجموه وناشروه للقتل أو لمحاولات قتل.
وفي العام 1991 قتل الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي ترجم كتابه “آيات شيطانيّة” طعنًا، وبقي رشدي متواريًا نحو عقد وقد غيّر مقرّ إقامته مرارًا وتعذّر عليه إبلاغ أولاده بمكان إقامته. ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.
ورشدي مقيم حاليًا في نيويورك، حسب “العربية.نت”، وهو ناشط في الدفاع عن حرية التعبير، لكن بقي التهديد والمقاطعة يلاحقان المناسبات الأدبية التي يشارك فيها رشدي، كما أثار منحه لقب فارس في بريطانيا في العام 2007 احتجاجات في إيران وباكستان حيث قال أحد الوزراء إنّ التكريم يبرر التفجيرات الانتحاريّة