في الذكرى الثانية للحراك ، شوارع المدن الجزائرية تغلي بآلاف المسيرات الشعبية الحاشدة المطالبة بإسقاط النظام العسكري
عبدالقادر كتــرة
كما كان منتظرا وصادما للنظام العسكري الجزائري وساسته الذين حاولوا الالتفاف على الحراك الشعبي المرعب في ذكراه الثانية، خرج مئات الآلاف من المواطنين الجزائريين في عدة ولايات من الوطن، اليوم الاثنين 22 فبراير 2021، في مسيرات حاشدة رغم الانزال الأمني المكثف ومحاولة عرقلة التواصل بين الحراكيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي بإضعاف صبيب الإنترنيت واعتقال العديد من المناضلين والناشطين…
ووثقت أشرطة فيديو وصور تم بثها على شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل الفوري رغم إضعاف النظام العسكري الجزائري وأزلامه وبيادقه، صبيب الأنترنت، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خروج المتظاهرين في مدن وهران والعاصمة وسطيف والبويرة وبجاية ومستغانم والبيضا والواد وتيزي أوزو ومدن أخرى وهم يرفعون شعارات منددة بالوضع السياسي للبلاد ومطالبة برحيل النظام العسكري وكل رموزه الفاسدة…
في العاصمة ورغم إنزال أمني مماثل لأيام الحراك الأولى، استطاع الآلاف من السير عبر المسارات المعهودة، انطلاقا من باب الواد على سبيل المثيل، رفع خلالها المتظاهرون الشعارات المعهودة للحراك الشعبي المطالبة بالتغيير الجذري.
وفي أكبر مسيرة تشهدها العاصمة الجزائرية وعدة مدن أخرى بالبلاد منذ مارس الماضي، شارك عشرات آلاف المحتجين الاثنين في مظاهرات حاشدة تخليدا للذكرى الثانية للحراك الشعبي ضد النظام، حيث انطلقت مسيرة العاصمة بمئات الأشخاص في ساحة أودان وساحة موريتانيا حيث تحدى المحتجون قوات الشرطة لينضم إليهم آلاف المتظاهرين من المارة قرب ساحة البريد المركزي، مهد الحراك في العاصمة.
وحاولت مزابل الإعلام الجزائري المشتغلة تحت أحذية جنرالات النظام العسكري الجزائري وعلى رأسها جريدة “الشروق” تقديم المسيرات الحاشدة، في الذكرى الثانية للحراك الموافق لـ22 فبراير، على أنها تسير تحجت حماية الأمن والعسكر الجزائري وتأطيره تحت شعار “خاوة خاوة” لتمييعه ، مدعية أن “المشاركين” رفعوا شعارات تطالب “بالتغيير والحفاظ على الوحدة الوطنية والطابع السلمي للحراك”، إلى جانب إحياء الذكرى الأولى لليوم الوطني “للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه”.
المتظاهرون رفعوا ورددوا شعارات قوية منددة ومستنكرة لهذا التزييف من قبيل “ليست احتفالات بل مظاهرات”و”دولة مدينة ماشي عسكرية” و”نريد الاستقلال ، ما خرجناش باش نحتفلوا خرجنا باش ترحلوا”….
ولم تشفع التغييرات التي قام بها الرئيس الجزائري المعيّن، على مستوى الحكومة وحل الغرفة السفلى للبرلمان، في محاولة لصرف الجزائريين عن الاحتجاج، حيث خرجوا بالآلاف للتظاهر في الذكرى السنوية الثانية للحراك الشعبي، معتبرين أن الجنرالات يحاولون الالتفاف على مطالبهم مستغلين في ذلك ظروف وباء كوفيد-19 لمحاولة تدوير النظام.
وتعكس شعارات “دولة مدنية ماشي عسكرية”، و”تبون مزوّر جابوه العسكر..ماكانش الشرعية..الشعب تحرر هو اللي يقرر دولة مدنية” و”دولة مدنية وليس عسكرية” و”الجنرالات إلى المزبلة” و”الجزائر ستستعيد استقلالها من سلطة النظام الحاكم”، مطالب الشعب الجزائري الذي عزم على إسقاط نظام العسكر وبناء دولة مدنية بعيدا عن قرارات وتدخلات الجيش في الشؤون السياسية.
ونورد بعض ما جاء في الشعارات القوية التي زعزعت النظام العسكري الجزائري وأزلامه:
“الشعارات بالحراك الشعبي الجزائري “
“دراهمنا فين مشات؟ في السوخوي والصفقات
والباقي سلحنا بيه #البوليساريو بالدبابات
والنتيجة.. الجزاير تسعى اللقاحات
تطلب من الصين الصدقات والجرعات
ها فين وصلنا حكم #العسكر والجنرالات
وشكارة حليب صارت أحلى المتمنيات
هوما ساكنين في الصنوبر والمحميات
واحنا على حفنة سميد في قائمة الانتظارات
باراكات من النهب وتضخيم الفاتورات
وكفاية من تعذيب “عبلة” والمخابرات
وأبو الدحداح كشف لينا كل المؤامرات
ونحيوا الدحدوح تبون من المرادية”
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر في جميع أنحاء البلاد، خصوصا في الجزائر العاصمة، بمناسبة ذكرى الحراك، حسب وكالتي “ فرانس24/ أ ف ب”، وكان الحراك اضطرّ إلى تعليق مظاهراته الأسبوعية في 13 مارس 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا وقرار السلطات منع كل التجمعات.
وفي وقت مبكر الاثنين، حسب نفس المصدر، منعت قوات الأمن بعض الشباب الذين شرعوا في تنظيم مسيرة في العاصمة فأوقفت بعضهم واقتادتهم إلى مراكز للشرطة. كما نظّمت مسيرات في مدن أخرى بينها عنابة ووهران وبجاية وسطيف وبويرة ومستغانم وقسنطينة، وفق صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومازال المطلب الرئيسي للحراك هو “رحيل النظام الحاكم منذ 1962” عند استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي وبداية أكثر من 50 سنة من الحكم الاستبدادي والفاسد كما يقول المتظاهرون. كما عارض الحراك نظام الرئيس عبد المجيد تبون، الذي لا يفوت فرصة للإشادة “بالحراك المبارك الأصيل” حتى إنه جعل يوم 22 فبراير “يوما وطنيا” يتم الاحتفال به بشكل رسمي.
كما يردّد المتحدث باسم الحكومة وزير الاتصال عمار بلحيمر في العديد من الحوارات أن العمل الذي قام به الرئيس تبون خلال عام “بدأت ثماره تظهر للعيان”، استنادا إلى وكالتي ” فرانس24/ أ ف ب”، محذرا من الخروج إلى الشارع مرة أخرى.
والخميس أُطلِق سراح نحو 40 معتقلاً من نشطاء الحراك، بينهم الصحفي خالد درارني الذي أصبح رمزا للنضال من أجل حرية الصحافة في البلاد. كما قام الرئيس تبون بتعديل طفيف على الحكومة بعدما انتقدها يناير قبل مغادرته لتلقي العلاج في ألمانيا من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا .
ومنذ الصباح الباكر انتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في وسط العاصمة الجزائرية ومختلف المدن الكبرى بولايات البلاد، وشددت كذلك الرقابة على كافة مداخلها حيث واجه سكان الضواحي صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقار عملهم في وسط العاصمة بسبب الازدحام الكبير جراء الحواجز الأمنية على مداخل المدينة خصوصا من الناحية الشرقية، على ما أكد شهود عيان ، تحسبا لأي تطور محتمل بمناسبة مرور سنتين على الحراك الشعبي ضد النظام.