شاب جزائري مهاجر غير قانوني بفرنسا مصاب بالشلل الرباعي، مهدد بالترحيل، يبدأ إضرابًا عن الطعام: “أحتاج إلى علاجات لا يمكنني الحصول عليها في الجزائر”
عبدالقادر كتــرة
وصل إلى فرنسا عام 2018 مع والدته وأخته، بعد حادث سير خطير في الجزائر تركه مصابًا بالشلل الرباعي.
إلياس (24 عامًا) يناضل من أجل الحصول على تصريح إقامة، بعد أن حصل على تأشيرة لتلقي العلاج المناسب، لكن طلبه تصريح إقامة الذي قدمه عام 2020 قوبل بالرفض، ثم صدر بحقه أمر بمغادرة الأراضي الفرنسية.
على الرغم من العديد من الطعون، لا يزال إلياس في وضع غير قانوني. وبعد نفاد الخيارات، قرر البدء في إضراب عن الطعام في الأول من أكتوبر.
جالس على كرسيه المتحرك، بنظرة حزينة لكنها عازمة بشكل لا متناهي، يحكي إلياس عن حياته اليومية، وقصته من بدايتها لصحيفة “لو دوفينيه ليبريه” الفرنسية.
وصل إلى إلياس إلى “غرونوبل” بفرنسا مع والدته وأخته الصغرى في 2018، بعد حادث سير خطير في الجزائر أصابه بالشلل الرباعي. “تمكنا من المجيء إلى فرنسا بتأشيرة. كنت حقًا بحاجة إلى علاجات”، يوضح الشاب…
مصاب بالشلل الرباعي في انتظار العلاج: الشاب الجزائري، بعد استقباله في المحافظة، أوقف إضرابه عن الطعام
الأحد 5 أكتوبر،كانت صحيفة “لو دوفينيه ليبريه” قد تناولت وضع شاب في الرابعة والعشرين من العمر، مصاب بالشلل الرباعي عقب حادث سير في الجزائر وموجود في وضع غير قانوني.
اختار فرنسا عام للعلاجات التي”لا يمكنه تلقيتها في الجزائر”، لكن لم يتمكن من الحصول على تصريح إقامة، رغم حالته الصحية التي تتطلب حسب قوله، “رعاية في فرنسا.”
جدد طلبه للتسوية، نظرًا لأنه موضوع تحت طائلة أمر بمغادرة الأراضي الفرنسية منذ عام 2020، وقام هذا الشاب بتكثير الطعون، قبل أن يبدأ إضرابًا عن الطعام في الأول من أكتوبر الجاري.
وانتهى بأن أوقف الإضراب في 3 أكتوبر،لأن محافظة إيسير منحته موعدًا هذا الأسبوع. سيكون بإمكانه تقديم طلب جديد للتسوية في 20 أكتوبر 2025.
قضية إنسانية تختلط فيها الأبعاد الصحية والقانونية. شاب (إلياس) يعاني من إعاقة جسدية شديدة (الشلل الرباعي) ويطلب اللجوء إلى فرنسا للعلاج غير المتاح في بلده الأصلي (الجزائر) التي قال عنها الرئيس الجزائريعبدالمجيد تبون أنها تملك “أحسن منظومة صحية” في أفريقيا وفي العالم، رغم أنه بنفسه ومسؤوليه يفضلون العلاج في مستشفيات فرنسا وألمانيا، لكنه يواجه رفض السلطات منحه الإقامة القانونية.
بسبب اليأس من الحلول القانونية العادية، لجأ إلياس إلى أسلوب احتجاجي صعب ومحفوف بالمخاطر وهو الإضراب عن الطعام، كوسيلة ضغط للفت الانتباه إلى وضعه الإنساني الصعب.
نجحت خطوة الإضراب عن الطعام في تحقيق تقدم فوري، حيث استجابت السلطات (المحافظة) ومنحته موعدًا وفرصة لتقديم طلب تسوية جديد في تاريخ لاحق (20 أكتوبر 2025).
لعب الإعلام (صحيفة Le Dauphiné Libéré) دورًا مهمًا في تسليط الضوء على القضية، مما قد يكون ساعد في زيادة الضغط على السلطات.
أعلنت محافظة “إيزير Isère” عن منح إلياس تصريح إقامة مؤقت لظروف طبية استثنائية. هذا القرار يمثل انتصارًا كبيرًا له ولحملته، ويسمح له بالبقاء قانونيًا في فرنسا لمدة عام قابلة للتجديد، لتلقي العلاج الطبي المناسب والحاسم لحالته التي لا يمكن توفيره في الجزائر حسب التقارير الطبية.
عبر إلياس وعائلته عن “ارتياح كبير” و”أمل جديد” بعد هذا القرار. وشكر جميع الذين دعموه، كما أشادت جمعيات حقوق المهاجرين والمرضى بقرار المحافظة، معتبرة إياه “تطبيقًا حقيقيًا لمبدأ الإنسانية في قانون الإقامة الفرنسي.”
لا يزال طريق التعافي الطبي طويلاً أمام إلياس، لكن الحصول على الإقامة ينزع عنه عبء الخوف من الترحيل ويوفر له الاستقرار النفسي والقانوني الضروري لمواصلة علاجه. وتبقى قضيته مثالًا على معاناة الكثيرين من المرضى الأجانب الذين يعلقون بين القوانين الصارمة والضرورات الإنسانية الملحة.

