ايصل الجشع ببعض المصحات الى درجة التسبب في الفاجعة ؟
عبد العزيز داودي
ما تعرفه بعض المصحات الخاصة بوجدة يستدعي الوقوف عنده ويستدعي كذلك المساءلة ، لاعتبار بسيط هو كون الطبيب قبل تخرجه أدى قسم ابوقراط وفي ذلك القسم تعهد بممارسة المهنة النبيلة من اجل انقاذ الأرواح البشرية قبل جني الأموال ، لكن ما حدث ليلة الأربعاء 25 يونيو 2025 يطرح السؤال العريض حول دور الطبيب ؟؟ وهكذا وبعد ان اضطرت احدى العائلات الى نقل مريض الى مستعجلات مصحة الضمان الاجتماعي وبعد ان فحص طبيب المداومة المريض ، تصرف هذا الأخير بكل مسؤولية ونصح بوجوب ان تجرى له عملية جراحية على مستوى القلب لانه يعاني من تصلب شرايين القلب .
العائلة كانت في صراع مع الزمن ونقلت مصابها الى مصحة خاصة لتتفاجأ اولا بأن إدارة المصحة طلبت منها مبلغ 7 ملايين سنتم لإجراء العملية قبل أن يتقلص ذات المبلغ الى 15000درهم على اعتبار أن الفارق سيؤديه الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS مع تأكيد الإدارة على تقديم شيك كضمانة لتأدية المبلغ ، ولأنه لا حيلة لميت امام غساله رضخت العائلة لكل شروط إدارة المصحة وكلها امل في إنقاذ حياة المريض ومع ذلك أكد الطبيب الذي اتصلت به إدارة المصحة انه لن يلتحق بالمصحة الا في حدود الساعة السابعة او الثامنة صباحا، ليعيش افراد العائلة ساعات من الجحيم قبل أن ينزل عليهم خبر موت المريض في الساعة السابعة صباحا اي قبل أن تجرى للفقيد العملية الجراحية التي كان في امس الحاجة إليها لانقاذ حياته .
والاكيد ان هذا الاستهتار بارواح المواطنين في بعض المصحات مألوف ومعتاد في غياب تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية، لكن في المقابل يدق ناقوس الخطر مرة أخرى حول التعامل المادي الصرف لهذه المصحات التي تناسلت كالطفليات بمدينة وجدة دون ان تساهم في الحفاظ على الارواح وفي تكريس اقدس الحقوق الدستورية وهو الحق في الحياة . وفي هذا الخضم نستحضر بمرارة عدم تحمل العديد من المصحات لمسؤولياتها اثناء تفشي جائحة كورونا .ففي الوقت الذي دفعت فيه الاطقم الطبية والتمريضية بالعديد من المستشفيات العمومية ثمنا باهضا لانقاذ ارواح العديد من المصابين بالفيروس اللعين .تقاعست بعض المصحات عن ذلك بل حتى المصابين آنذاك بكورونا نقلتهم الى المستشفى الجامعي. فمن يوقف جشع هؤلاء الاطباء؟

