الجزائر حلقة في محور ميليشيات حزب الله والحوثيين والبوليساريو بدعم إيران

عبدالقادر كتـــرة
أكد مصدر مقرب من قيادي في حزب إيران في لبنان، للكاتب والمعارض الجزائري أنور مالك الخبير في المليشيات والجماعات الإرهابية، أن 3 من أبرز قيادات ميليشا الحوثي توجهوا إلى الجزائر العاصمة انطلاقا من مطار بيروت بعد مشاركتهم في مراسم تشييع حسن نصر الله.
المصدر لفت إلى وجود “علاقة وثيقة وتعاون كبير” بين ميليشيا الحوثي وجبهة البوليساريو.
ومن مواقف النظام الجزائري في دعم الإرهاب هو امتناعه عن التصويت في مجلس الأمن كلما تم التصويت على قرار يطالب جماعة الحوثيين الإرهابية بالكف عن مهاجمة سفن النقل البحرية في البحر الأحمر.
وسبق أن اعتمد مجلس الأمن الدولي، قرارًا يجدد فيه مطالبته لجماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، بالكف فورًا عن جميع الهجمات ضد سفن النقل والسفن التجارية في البحر الأحمر.
وحظي القرار، الذي حمل الرقم 2739، وقدمت مشروعه الولايات المتحدة واليابان، بتأييد 12 عضوًا، في حين امتنعت الجزائر والصين وروسيا عن التصويت عليه.
وأوضح الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، في كلمته تعليقاً على القرار، أن “تصويت بلاده على مشروع القرار الحالي يتوافق مع امتناعها عن التصويت على القرار السابق”، مؤكداً “الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها”، وفق بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الرسمي.
وفي 10 يناير 2024، اعتمد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2722، الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان، وطالب الحوثيين بالتوقف عن مهاجمة سفن الشحن المارة في البحر الأحمر. واعتمد القرار بأغلبية 11 عضواً، وامتناع 4 أعضاء عن التصويت وهي: الجزائر، وروسيا، والصين، وموزمبيق.
وبعد يومين من القرار الجديد، والذي تكرر فيه موقف الجزائر، أفادت جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، بأن وزير الخارجية في حكومتها غير المعترف بها دولياً، هشام شرف، بعث رسالة خطية إلى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية “أحمد عطاف”.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية سبأ (النسخة الخاضعة للحوثيين)، فقد عبرت رسالة “شرف”، عن تقدير الجماعة للموقف “المبدئي للجمهورية الجزائرية الرافض للعدوان العسكري والحصار الشامل المفروض على اليمن”، في إشارة إلى امتناع الجزائر عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الذي يطالب الجماعة بوقف هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وعن أهداف الحوثيين من هذا، قال الباحث “عبدالسلام محمد” رئيس مركز للدراسات لموقع “بران برس” إن جماعة الحوثي “تريد التواصل مع الجزائر للخروج من حالة العزلة”، مضيفًا أنها حاليًا “تستغل القضية الفلسطينية لتدويل جرائمها وحروبها من استهداف اليمنيين إلى استهداف الأمن الإقليمي والدولي”.
وأضاف أن الحوثيين يريدون أيضًا التفاوض مع الإقليم والمجتمع الدولي “بشكل أعلى من المستوى الحالي، وأيضاً حتى يكون اليمن لهم هدية مقابل تخفيض التصعيد في البحر الأحمر وغيره”.
وبرأيه فإن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر “محاولة لبناء استراتيجية جديدة لاستهداف دول القرن الإفريقي، ودول الخليج ودول الجوار بكلها”.
وكان الباحث “عبدالسلام محمد” قد انتقد في تدوينة سابقة بحسابه على منصة “اكس” قرار مجلس الأمن الأخير 2379، وقال إنه “ليس فيه إدانة لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر”، منتقدًا ما أسماه “اللغة الباردة” التي تضمنها القرار لحث الحوثيين التوقف عن أعمالهم، وامتناع دول عن التصويت على أفعال ميلشيا.
وقال إن لغة القرار “لا تشجع الحوثيين فقط على التصعيد، بل تشعرهم أنهم قوة عظمى ندا للولايات المتحدة وبريطانيا”. معبرًا عن أسفه لأن “موسكو وبكين تناست علاقتهما مع الحكومة اليمنية ودول الخليج في اتخاذ خطوة دعم الميلشيا بالامتناع عن التصويت على قرار هزيل يدعو لضبط النفس ولم يسمح بالتعامل العسكري أو حتى يجرم هجمات الحوثيين”.
عما وراء رسالة الحوثيين للجزائر بعد امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن..
عن رسالة الحوثيين للجزائر، يرى الباحث الباحث عبدالسلام محمد أنها “تأتي من باب أن الأخيرة حليفة لإيران، والذي يعد الحوثيون أحد أذرعها في المنطقة، وتريد الجماعة التواصل مع الجزائر للخروج من حالة العزلة التي تعيشها.
كما أن جماعة الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لتدويل جرائمها وحروبها من استهداف اليمنيين إلى استهداف الأمن الإقليمي والدولي.
كما يريد الحوثيين أيضًا التفاوض مع الإقليم والمجتمع الدولي بشكل أعلى من المستوى الحالي، وأيضا حتى يكون اليمن لهم هدية مقابل تخفيض التصعيد في البحر الأحمر وغيره”.
من جهته وتعليقاً على موقف الجزائر ومبادرة الجماعة الحوثية لفتح تواصل معها، يرى الخبير والمحلل العسكري الدكتور علي الذهب في تصريح لموقع “بران بريس”، أن “امتناع الجمهورية الجزائرية عن التصويت للقرار الأمريكي في مجلس الأمن، نابع من قناعتها بأن ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر، له ارتباط وثيق بما يجري في فلسطين المحتلة من عدوان غاشم من قبل العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين”.
وعلق الأستاذ الباحث المغربي منار السليمي وتساءل قائلا : “هذه هي علاقة الحوثيين بالنظام العسكري الجزائري كما تقدمها الصحف العالمية ، السؤال كيف ستتعامل الجزائر مع عبدالمالك الحوثي بعد التصنيف الأمريكي للحوثيين في قائمة التنظيمات الإرهابية ؟ وهل سيكون الحوثيون سبب فرض عقوبات أمريكية على الجزائر؟ وهل بهذا التصنيف تكون إدارة ترامب قد أرسلت رسالة واضحة بأن البوليساريو سيدخل لائحة التنظيمات الإرهابية قريبا جدا ؟”