محاولة اغتيال الكاتب الفرنسي الجزائري “صنصال” داخل السجن بعد رفضه تغيير محاميه اليهودي

عبدالقادر كتـــرة
تعرض الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، يومه الأربعاء 19 فبراير الجاري لمحاولة اغتيال في سجنه بالعاصمة الجزائرية، على يد جنود متنكرين في زي حراس السجن والممرضات.
ونجح أحد السجناء لما سمع حديث المجرمين وصراخ الكاتب صنصال خارج زنزانته، من إنقاءه بعد تدخل مباشر وواجههم بحمايته، حسب مصدر الدكتورة ندى اليماني إحدى المتابعات لقضيته.
يأتي هذا الفعل الإجرامي الشنيع بعد أن طلب النظام العسكري الجزائري من الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي يقبع حاليًا في السجن في الجزائر، استبدال محاميه الفرنسي، فرانسوا زيمراي، بمحامٍ “غير يهودي”.
وتم تقديم هذا الطلب من قبل مبعوثين من الحكومة الجزائرية خلال زيارة لبوعلام صنصال، الذي كان يعالج من السرطان في غرفة سجن بمستشفى مصطفى في الجزائر العاصمة، في 17 فبراير 2025، حسب المجلة الفرنسية “مريان”.
وقد برر المبعوثون هذا الطلب بالقول إن محاميًا “غير يهودي” سيكون لديه فرص أكبر للحصول على تأشيرة لزيارة بوعلام صنصال في الجزائر، على عكس المحامي زيمراي، الذي تم رفض طلبات التأشيرة الخاصة به بشكل منهجي منذ ثلاثة أشهر.
كما اقترحوا أن هذا التغيير قد يحسن من سلامة الكاتب في مواجهة موجة الكراهية التي يتعرض لها.
أثار هذا الطلب. حسب مجلة “ماريان” الفرنسية غضب بوعلام صنصال، الذي يُقال إنه قام باستبعاد جميع محاميه الجزائريين بعد هذه الحادثة.
المحامي “فرانسوا زيمراي”، الذي وُصف بـ”الصهيوني” في بعض وسائل الإعلام الجزائرية، هو محامٍ مرموق ودبلوماسي فرنسي سابق، معروف بانخراطه في الدفاع عن حقوق الإنسان.
تأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من التوترات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، والتي تميزت بخلافات حول قضايا مثل الصحراء الغربية وترحيل الجزائريين من فرنسا.
وقد أدانت لجنة دعم بوعلام صنصال، التي يرأسها “أرنو بينيديتي”، هذا الطلب باعتباره مظهرًا من مظاهر معاداة السامية الكامنة في النظام الجزائري.
باختصار، يثير هذا الطلب من النظام الجزائري تساؤلات خطيرة حول حقوق الدفاع وحرية اختيار المحامي، ويعكس في الوقت نفسه التوترات السياسية والأيديولوجية بين البلدين.