إسترجاع الأتراك العثمانيين لإيالتهم الجزائر عبر بسط نفوذهم بالإستحواذ على القطاعات الإستراتيجية

منذ عام 2020، وفي اليوم التالي لوصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة في الجزائر، عززت تركيا نفوذها بشكل مكثف حتى أنها مارست سيطرة غير مسبوقة على القطاعات الاستراتيجية مثل البناء والأشغال العمومية والعقارات، حسب الصحافيالاستقصائي الجزائريالمعارضعبدو السمار المستقر بفرنسا.
وتستفيد الشركات التركية من المزايا الضريبية والمالية الهائلة في الجزائر، وتفوز بالعديد من العقود العامة، وتخترق الآن العديد من القطاعات الحساسة مثل التمويل والمصارف، وتتمتع بتسهيلات مثيرة للقلق. ولسوء الحظ، من الواضح أن هذا النفوذ التركي القوي ليس مفيدًا على الإطلاق للجزائر لأنه لا يجلب استثمارات مباشرة منتجة حقًا أو يخلق العديد من فرص العمل، ولا ينقل التكنولوجيا أو المعرفة المبتكرة.
هذه الشركات تلهف المليارات في الجزائر لكنها لا تقدم شيئا تقريبا في المقابل باستثناء تحالف سياسي مشكوك فيه ومريب يثير تساؤلات، بل وحتى مثير للقلق بشأن المستقبل.
وتعتبر الجزائر الواجهة الأولى للاستثمارات التركية المباشرة في إفريقيا بحيث بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين في الأعوام الأخيرة أكثر من 6 ملايير دولار، وهذ ما أكدته وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية “ماهينور أوزدمير غوكطاش”: “إن حجم التجارة بين بلادها والجزائر بلغ العام الماضي 6.3 مليارات دولار، مبينة أنه “أعلى رقم وصلنا إليه””.
ويقدر عدد الشركات التركية بالجزائر، حسب تصريحات سابقة لسفيرة تركيا بالجزائر 1400 شركة توفر فرص العمل لنحو 5 آلاف جزائري، حيث إن الجزائر حسبها لم تكن تعد في سنة 2000 إلا 7 شركات تركية، وأصبحت تحتل اليوم المرتبة السابعة ضمن البلدان التي تقوم تركيا بالاستثمار فيها بشكل أكبر والأولى في افريقيا”، مشيرة إلى أن “عدد المؤسسات التركية المتواجدة حاليا بالجزائر تقدر ب1400″.
كما تعتبر تركيا البلد الأجنبي الذي له أكبر عدد من المؤسسات المتواجدة بالجزائر”.
وقال رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، إن 1400 شركة تركية تنفذ استثمارات في الجزائر، ووصف الوجود الاقتصادي التركي في الجزائر بـ”الجيد”، والذي يمكن أن يوسع مجالات التعاون بين البلدين في وقت لاحق، بما يسمح بخلق تنمية هائلة، خاصة أن الجزائر أجرت العديد من الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال، مشيراً إلى أن المنتدى يمثل فرصة لإعطاء دفعة جديدة للشراكة الاقتصادية الجزائرية التركية واستكشاف فرص الأعمال والاستثمار بين البلدين، واستعراض تجارب شراكة استثمارية ناجحة.
وبلغت القيمة السوقية لاستثمارات الشركات التركية في الجزائر حوالي 6 مليارات دولار، بحسب ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام منتدى للأعمال في العاصمة الجزائرية.
وأعرب أردوغان عن أمله في رفع قيمة الاستثمارات إلى مستوى 10 مليارات دولار في أقرب وقت ممكن.